اسم الکتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية المؤلف : عبد العزيز طريح شرف الجزء : 1 صفحة : 366
ومناخ الأقاليم المعتدلة الدافئة في شرق القارات صالح لزراعة بعض المحاصيل التي لها قيمة اقتصادية كبير مثل الأرز والشاي وقصب السكر والقطن والتبغ. وفصل الصيف هو فصل النمو بالنسبة لأغلب المحاصيل، حيث تجتمع فيه الأمطار والحرارة المرتفعة، وموسم حصاد المحاصيل وجني الثمار هو فصل الخريف، أما فصل الشتاء، فعلى الرغم من انخفاض درجة الحرارة نوعًا ما في أثنائه إلا أن ذلك لا يمنع من زراعة بعض المحاصيل خصوصًا في الأقاليم المزدحمة بالسكان حيث تشتد الحاجة لاستغلال الأرض إلى أقصى حد ممكن.
11- 2- 3- الأقاليم المعتدلة الدافئة الموسمية:
يعتبر مناخ هذه الأقاليم نوعًا معدلًا من مناخ الأقاليم المعتدلة الدافئة الأخرى في شرق القارات وهو المناخ الذي سبق وصفه، وأهم ما يميز النوع الموسمي عن النوع الأصلي أن الأحوال المناخية تتغير فيه تغيرًا تامًّا في نصف السنة الصيفي عنها في نصفها الشتوي، ويكون الفرق بين الفصلين أوضح بكثير منه في النوع الأصلي، فقد رأينا مثلًا أن أمطار النوع الأصلي تتوزع على جميع شهور السنة وأن الرياح لا تهب بانتظام من اتجاه واحد بل إنها تتغير باستمرار في قوتها وفي اتجاه هبوبها نتيجة لوقوع المناطق التي يسودها هذا المناخ في منطقة التقاء نطاق الرياح التجارية بنطاق الرياح الغربية، أما في النوع الموسمي، فإن فصل الصيف يسوده نوع واحد من الرياح هو الرياح الموسمية الحارة التي تهب من ناحية البحر، وأما فصل الشتاء فيسوده نوع آخر مختلف تمام الاختلاف عن النوع الأول، وهو الرياح الموسمية الباردة التي تهب من داخل اليابس ولهذا السبب نجد أن معظم أمطار هذا النوع من المناخ تسقط في فصل الصيف، أما الشتاء فجاف أو قليل المطر. ويكون الانتقال من الصيف إلى الشتاء أو العكس فجائيًّا تقريبًا وهي صفة مهمة من صفات المناخ الموسمي.
اسم الکتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية المؤلف : عبد العزيز طريح شرف الجزء : 1 صفحة : 366