اسم الکتاب : الجغرافيا المؤلف : ابن سعيد المغربي الجزء : 1 صفحة : 50
الجزء الثاني: أول ما يلقاك منه، على بحر الرمان، مدينة دانيه حيث الطول تسع عشرة درجة وعشر دقائق، والعرض تسع وثلاثون درجة وست دقائق. وفي شرقيها بلنسية المشهورة بالحسن، والتي تسمى بستان الأندلس. وهي على بحيرة ينصب فيها نهر على شمالي المدينة، وهي حيث الطول عشرون درجة، والعرض ثمان وثلاثون درجة وست دقائق. وفي شرقيها مدينة طرطوشة شرقي النهر الكبير الذي يمر على سرقسطه ومصبه في بحر الرمان على نحو عشرين ميلاً من طرطوشة. وهي حيث الطول اثنتان وعشرون درجة ونصف، والعرض أربعون درجة. وفي شرقيها في بحر الرمان جزيرة ماسرقة المشهورة بالحصب. ومدينتها حيث الطول أربع وعشرون درجة وسبع دقائق، والعرض ثمان وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. ومسافة الجزيرة ستون ميلاً، وهي آخذة من الشمال إلى الجنوب. وبينها وبين بريونة مجرى وثلث، وفي شرقيها جزيرة منرقة. ولم يبق في تلك الجزر للمسلمين غيرها، يديرها سعيد بن المحكم، المشهور بحسن السيرة، تحت عهد مع (..) ، ومدينتها حيث الطول خمس وعشرون درجة غير دقائق، والعرض تسع وثلاثون درجة وأربعون دقيقة. ومسافتها أربعون ميلاً من الشمال إلى الجنوب، بانحراف إلى الشرق، ومنها إلى الساحل ثلاث مجار. وفي غربي مايرقة جزيرة يابسة، ومدينتها حيث الطول عشرون درجة وأربع دقائق، وهي آخذة من الغرب إلى الشرق، ومسافتها واحد وثلاثون ميلاً. وبينها وبين بلنسية مجرى، وفي شرقي منرقة جزيرة سردينيا، ومدينتها حيث الطول إحدى وثلاثون درجة واثنتا عشرة دقيقة. وفي غربيها يخرج المرجان، وطول هذه الجزيرة من الشمال إلى الجنوب مجراوان ونصف، والضيق بجهة مرسى الخزر مائة ميل وقليل. وفي شماليها جزيرة قرسقة المقابلة لجنوة، وطولها من الشمال إلى الجنوب مجرى ونصف، والضيق لجهة جنوة والوسع في الوسط قدره ستون ميلاً. والمجاز الذي بينها وبين سردينيا نحو عشرة أميال. وفي شرقيها جزيرة صقلية المشهورة، ذات المدن والجبال والأنهار، وكانت قد صفت للمسلمين ثم صفت للفرنج، وطولها مجراوان وعرضها مجرى وقليل. وتقع قاعدة بلرم حيث الطول خمس وثلاثون درجة، والعرض ست وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة، وهي على البحر. وتقع مسينة التي تقابل بر الإفرنج عند المجاز حيث الطول ست وثلاثون درجة غير عشرين دقيقة، والعرض ثمان وثلاثون درجة وخمس عشرة دقيقة. وبها البركان المشهور في جزيرة صغيرة في جهة مسينة. وبينها وبين طرابلس ثلاث مجار، وبين ذنبها الغربي وحضرة تونس مجرى وستون دقيقة. وصقلية إلى الشرق، من الجنوب إلى الشمال عشرون ميلاً. وعند مسينة مسناء يقال أن الإسكندر قد صنعه نقراً في الحجر. وفي شمالي صقلية بلاد قلورية في آخر الجزء الثاني من الإقليم الخامس. وتقع مدينة نابل المشهورة بذلك الساحل، حيث الطول أربع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. وبالقرب منها سلرن التي يجلب منها البندق الكبير. وفي غربي نابل مدينة روما قاعدة البابا، وهي على جانبي نهر الطبر، وكان قد دعمت جوانبه لأنه ينهار، والمراكب تدخل إليه من البحر إلى ما بين الدكاكين، فيبتاع الناس ما يحتاجون إليه. وهو يأتي من جبل في شماليها، وهي كبيرة جداً، وفي وسطها حصن منيع في ربوة منقطعة. وموضوع هذه المدينة حيث الطول ثلاث وثلاثون درجة، والعرض مع آخر الإقليم الخامس إحدى وأربعون درجة وإحدى وثلاثون دقيقة. هكذا قال ابن فاطمة وهو المحقق. وقال الخوارزمي: طولها خمس وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة، والعرض ثلاث وأربعون درجة وخمسون دقيقة، فهي داخلة في الإقليم السادس. وفي غربيها بيس المشهورة، من فرض الإفرنج المترددين إلى بلاد الإسلام. وهي حيث الطول ثلاث وثلاثون درجة ونصف، والعرض إحدى وأربعون درجة، وبينها وبين البحر أميال يشقها نهر موصوف بالحسن. وفي غربيها مدينة جنوا المشهورة، وهي على غربي جون كبير، حيث الطول إحدى وثلاثون درجة غير دقائق، والعرض إحدى وأربعون درجة وعشرون دقيقة. والبحر بينها وبين الأندلس، يدخل إلى الشمال فيضيق ما عليه من الإقليم السادس. وعلى جنوا جبل الإنكبردية وفيها يعمل الشرب ويصهر الذهب، ولها ميناء صنعه أهلها بالحجارة، وهو مستدير يرسي فيه الإنسان مركبه عند داره.
اسم الکتاب : الجغرافيا المؤلف : ابن سعيد المغربي الجزء : 1 صفحة : 50