اسم الکتاب : الجغرافيا المؤلف : ابن سعيد المغربي الجزء : 1 صفحة : 44
وهي إسلامية بنيت في مدة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ويقال أن ماء الطوفان فاض من مكان قربها، وهي بلد نخل وفيها البنفسج العراقي. وتقع مدينة واسط على جانب دجلة حيث الطول اثنتان وستون درجة وثلاثون دقيقة والعرض اثنتان وثلاثون درجة وعشرون دقيقة. وفي هذا الجزء تقع بطائح الكوفة من فضلات مياه الفرات، تأوي إليها العربان وقطاع الطريق. ويقع في هذا الجزء الرابع من مدن الجزيرة حران القديمة، وهي من حيث الطول خمس وستون درجة والعرض ست وثلاثون درجة، وهي في جادة الموصل من حلب، وفيها تقع رأس عين حيث الطول ست وستون درجة وخمس وخمسون دقيقة والعرض ست وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة، وتحتها المياه الكثيرة والبساتين، ومن عيونها يتجمع الخابور. وفي خارجها بحيرة غاية في العمق، ترمى فيها الدنانير، فيقاس كيف تنزل إلى قعرها وينحدر في أثرها الغطاسون فيلتقطونها، وفيها النيلوفر الكثير ذي الألوان المختلفة المبهجة. وتقع في آخر عرض الإقليم الرابع مدينة نصيبين قاعدة ديار ربيعة، حيث الطول سبع وستون درجة وخمسون دقيقة. وهي مخصوصة بالورد الأبيض الذي يعم ماء ورده بلاد الدنيا ويفضل على سائر أنواعه. ولا يوجد فيها ورد أحمر ولا في الحدود. وهي محجوبة في الشمال بالجبال الكبير، ومنه ينزل نهر الهرماش الذي يمر مع سورها وعليه البساتين الكثيرة ثم ينصب في نهر سيحان. وبين رأس عين على الجبل ماردردين وقلعتها لا ترام، وكان بنو حمدان يسمونها الباز الأشهب، وفيها المرعز الكثير تحمل منها أكسيته إلى البلاد، وبينها وبين نصيبين دار ملك الفرس، وهي الآن قرية على نهر على حافتيه رمان كثير، وغير ذلك.
وفي جنوبي نصيبين مدينة سنجار من أحسن المدن، وجبلها من أخصب الجبال فيه الجوز واللوز اللذان يكسران بصحن الكف، ومنها يجلب حب الرمان الكثير والعين الناشف و (..) المعمول من العنب. وفي داخلها عين معينة تخرج إلى ظاهر، وينضاف إليها ما يكون منه نهر، وينضاف إلى ذلك نهر نصيبين وينصب الجميع في الثرثار المشهور الذي كان عليه مدينة الخضر وهي خراب، وفي غياض هذا النهر الأسود الكثيرة، وهو ينصب في الصحارى. وموضوع سنجار، حيث الطول ثمان وستون درجة وعشرون دقيقة، والعرض خمس وثلاثون درجة وأربعون دقيقة. وتقع مدينة الموصل قاعدة بلاد الجزيرة في غربي دجلة، حيث الطول تسع وستون درجة والعرض خمس وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. وأمامها من الجانب الشرقي، نينوى، مدينة يونس عليه السلام على ظهر ربوة، وهي خراب. وهناك تل التوبة، وهذه المدينة من أحسن البلاد منظراً في مياهها وبساتينها وشوارعها التي على دجلة. وأهلها فيهم خصوصية، وفيها صنائع جمة، ولا سيما أواني النحاس المطعم يحمل منها للملوك، وكذلك ثياب الحرير التي تنسج بها. وفي جنوبها وشرقها من الجانب الشرقي، مصب الزاب الأصغر بالقرب من مدينة أشور الخراب، وهي مذكورة في التوراة، وبها كان الملوك الآشوريون الذين خربوا بيت المقدس. وبعده ينصب الزاب الكبير من الجهة الشرقية، وعليه البساتين التي يجلب منها الرمان من دجلة إلى بغداد. وتقع تكريت، وهي آخر مدن الجزيرة مما يلي العراق، على غربي دجلة، حيث الطول اثنتان وسبعون درجة ونصف، وبينها وبين الموصل للقوافل ستة أيام، في أرض يصنع فيها النفط كأنها قطعة من جهنم. وبالقرب من الموصل قارة فيها ماء حار عليه ميناء سلطاني ينتفع الناس بها، وفي جنوبها وشرقها، النهر الإسحاقي، حفره في أيام المتوكل إسحاق بن إبراهيم صاحب شرطته. وهو أول سواد العراق ومنها تبدأ الأشجار، وخروج مياه دجلة التي تسبح فيها أرض العراق، وعنده ينتهي الجزء الرابع، وتقع مدينة اربل قاعدة بلاد شهر زور، وهي حيث الطول تسع وستون درجة وخمسون دقيقة والعرض ست وثلاثون درجة وعشرون دقيقة.
اسم الکتاب : الجغرافيا المؤلف : ابن سعيد المغربي الجزء : 1 صفحة : 44