responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجغرافيا المؤلف : ابن سعيد المغربي    الجزء : 1  صفحة : 42
وهم منسوبون إلى نصير مولى علي رضي الله عنه، ويزعمون أن علياً قدّس الله روحه، وقفت له الشمس كما وقفت ليوشع، وكلمته الجمجمة كما كلمت المسيح وغالوا في تأليهه. ومذهبهم شائع في جزيرة عانا من طرف الجزيرة التي تلي العراق. وفي جبل النصيرية في الشمال: صهيون، المشهورة بالمتعة، على مقربة منها. وموضوع حمص، وهي قاعدة من أجناد الشام، حيث الطول إحدى وستون درجة وإحدى وثلاثون دقيقة والعرض أربع وثلاثون درجة. وحماه على مرحلة من حمص وهي من أنزه مدن الشام، ونهر العاصي شماليها، وعليه منار ونواعر والزوارق تتردد فيه بين البساتين. ثم منها إلى معرة، مرحلة. وهي مشهورة بكثرة الزيتون والتين والفستق، وفيها عامود يحركه الصغير فيميل وذلك بهندسة تحته. وفيها قبر يوشع عليه السلام. وفي خارجها دير سمعان تحت قبر عمر بن عبد العزيز وهو مكشوف للسماء كما أوصى. وفي الجنوب خناصر التي كان يحل بها أيام خلافته، وهي من مدن البرية، وكذلك سلمية التي يتردد أهلها على حماه.
ومنها خرج عبد الله المهدي فأقام دعوته بالمغرب ثم توالى بنوه في الخلافة على مصر والشام إلى أن أزال دولتهم السلطان صلاح الدين بن أيوب. ومن معرة إلى قنسرين مرحلة كبيرة وكانت قاعدة جند من أجناد الشام، ثم ضعفت بقوة حلب وخربت بدخول الفرنج واستيلائهم على جهاتها، وهي الآن قرية وتحتها ينصب نهر قويق في بحيرة كبيرة. وربوة قنسرين مشرفة عليها والبسيط ممتد من هنالك إلى حلب مرحلة صغيرة. وتقع هذه المدينة المشهورة التي ضخمت بدولة بني حمدان فيها، ثم بالدول العربية والعجمية التي توالت عليها إلى أن دخلها التتر في عصرنا فخربوها وسكنوا ديار أهلها، وذلك حيث الطول ثلاث وستون درجة وثلاثون دقيقة والعرض أربع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة، وهي في جنوب نهر قويق وشرقيه، وهو يأتي من جهة عزاز، وهو حصن مشهور في شمالي حلب. ولهذه المدينة جهات في نهاية الحسن والطيبة والخصب معظم تربتها أحمر، فهي تفرح النفس وأكثر ما يزرع فيها القطن الذي يحمل في المراكب إلى سبتة فيعم بلاد المغرب، وقد خصبت أرضها بالفستق الكبير. ومن أنزه المساكن التي في جهتها الباب، من أملح مما تبصره عين وترتاح إليه نفس. وهنالك النافورة التي ذكرها امرؤ القيس في شعره، والوادي الذي أتى في وصغه المناري بالعجب. وفي هذا المكان مدينة إلا أنها غير مشهورة، ولها حمام وبزازون وعطارون، وهي على مرحلة جيدة من حلب في طريق الفرات وفي الجهة الشمالية نهر الجوز من أحسن أنهارها الدنيا وأكثرها خيرات وأكنفها ظلالاً.

اسم الکتاب : الجغرافيا المؤلف : ابن سعيد المغربي    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست