اسم الکتاب : الجغرافيا المؤلف : ابن سعيد المغربي الجزء : 1 صفحة : 39
وموضوعها حيث الطول أربع وأربعون درجة، والعرض ثلاث وثلاثون درجة وعشر دقائق، ومنها تحمل المراكب الكبريت والعسل والقمح والشعير. وفي الشرق مدينة برقة التي كانت قاعدة البلاد البرقية، فخربها العرب، ويقال لها اليوم مدية المرج، وبينها وبين طلميته عشرة أميال. وخصب برقة الذي فيه الأشجار والخيرات هو في الدخلة التي في جنوبها ومسافته نحو عشرة مراحل من غرب إلى شرق، ومن حماه عرب هيت فله الصولة. ومن جبالها ينزل نهر درنه وينصب في البحر المالح. ولم أر في جميع بلاد برقه نهراً غيره، وفي جنوبه الصحراء المقفرة. وتقع درنه حيث الطول ست وأربعون درجة، والعرض خمس وثلاثون درجة وسبع عشرة دقيقة، وكانت من مدن برقة المذكورة فخربها العرب، وهي الآن محسوبة من قصور العرب التي يأوي إليها اليهود ووكلائهم، وفي ساحلها رأس أوثان الذي يأخذ البحريون على أنفسهم البشارة عنده، وهو واقع في الركن حيث الطول أربع وأربعون درجة والعرض أربع وثلاثون درجة واثنتان وخمسون دقيقة. وفي شرقيه الهلال المشهور، وهو جبل يظهر من بعيد في البحر في ميمنة جزيرة اقريطش الواقعة في الإقليم الخامس، وبينه وبين رأس أوثان مرحلتان. وفي شرقي درنه، رأس التين المشهور، وهو في الركن الشرقي، كما أن رأس أوثان في الركن الغربي، وموضعه حيث الطول خمس وثلاثون درجة غير دقائق. ومن هنالك يأخذ البحر ستاً وأربعون درجة وسبع وأربعون دقيقة والعرض في الصعود إلى الجنوب. فيكون في جنوبيه من المراسي المشهورة القرشي، ثم طبرقه، وهي قاعدة البلاد في أيام الروم، وكانت البلاد تعرف بانطابلس فسمتها العرب برقة لما رأتها فيها من كثرة الحجارة المختلطة بالرمل. ولطبرق مرسى قلّ أن يكون له نظير على هذا البحر، فما للرياح عليه سبيل، كأنه حوض منقور في حجر، وبقايا أسوار هذه المدينة تدل على قدمها. وهي حيث الطول سبع وأربعون درجة واثنتان وعشرون دقيقة والعرض اثنتان وثلاثون درجة وخمسون دقيقة، وفي جهتها المجرى المعروف بالبنطان. وفي شرقي ذلك من القصور المشهورة عند العرب لك وقمار، وفي شرقيها العقبة الكبيرة، وهي أول الديار المصرية. وهنالك مرسى المسلم من المراسي المذكورة. والعقبة حيث الطول تسع وأربعون درجة والعرض اثنتان وثلاثون درجة. وهنالك دخلة هواره المشهورة وهي دخلة في البحر. وفي شماليها مرسى الكنائس المشهورة ومن هنالك مجالات هواره، ثم مجالات (..) إلى آخر البحيرة. وتقع الإسكندرية المشهورة، التي هي ركاز بحر الهند وبحر الروم، حيث الطول إحدى وخمسون درجة وعشرون دقيقة والعرض إحدى وثلاثون درجة وإحدى وثلاثون دقيقة، ولها بحران مثل سبتة والمهدية. إلا أن الإسكندرية يفصل بين طرفيها الطرف الخارج أمامها، وفيها المنار المشهور الذي تهتدي به المراكب بالنهار وبنوره بالليل، وطوله في زمننا أبع وثمانون قامة، وطول مأذنة إشبيلية خمس وثلاثون قامة، وطول مأذنة مراكش ست وثلاثون قامة، وطول عمود السواري الذي في الإسكندرية مائة ذراع ودوره أربعون شبراً. وللإسكندرية خليج في جنوبها يدخل إليه الماء من النيل أيام الزيادة فتأتي إليه المراكب من سائر السواحل المصرية بأنواع الغلال والخيرات، فإذا تعطل هذا الخليج عملت البحيرة التي في شرقيها. وهي مالحة يدخل إليها ماء البحر بين الإسكندرية ورشيد وتسافر فيه المراكب إلى البلاد التي على النيل. وعلى أربعين ميلاً من الإسكندرية تروجه وهي في الجنوب بميلة إلى الغرب يتسوق إليها عرب البحيرة وعرب برقة ولها شهرة بذلك، والعنب التروجي في نهاية الطيب وحسن المنظر، ويقال إنه كان بجهتها من الغرب مدينة قديمة فيها لقي أهل مصر المعز العبيدي حين قدم من إفريقية، ثم خربت بالفتن. وفي شرقي الإسكندرية وجنوبها دمنهور على خمسين ميلاً، وهي قاعدة البحيرة، ولها خليج من خليج الإسكندرية، وأكثر ما يتسوق فيها عرب البحيرة. وتقع رشيد على غربي النيل عند مصبه في البحر، حيث الطول اثنتان وخمسون درجة وأربع دقائق والعرض إحدى وثلاثون درجة وستون دقيقة، وفي شرقيها بحيرة نستروه. وليس في بحيرات الديار المصرية أكثر إيراداً منها، فقد بلغ في عصرنا خمسة وعشرين ألف دينار مصرية، وسائر البحيرات المصرية تضمن سبعين ألف دينار. وفي شرقيها رباط البورلص، ومنه يصير البحر إلى الجنوب فتقع دمياط المشهورة على مصب
اسم الکتاب : الجغرافيا المؤلف : ابن سعيد المغربي الجزء : 1 صفحة : 39