اسم الکتاب : الجغرافيا المؤلف : ابن سعيد المغربي الجزء : 1 صفحة : 29
الجزء الرابع: يقع فيه انحدار المنهى وهو نهر يوسف عليه السلام الذي دبره من النيل حيث ذروة السريان بالجانب الغربي، وموضوع ذلك حيث الطول ست وخمسون درجة وأربعون دقيقة والعرض سبع وعشرون درجة وست وخمسون دقيقة، فيمر النهر مغرباً مسامتاً لجزيرة النيل إلى أن يكون اللاهون، حيث الطول أربع وخمسون درجة ونصف وقريباً من العرض المتقدم، وهو سد جعل فيه أبواب نهر، حفر احتياطاً لزيادة ماء نهر الفيوم. فإذا زاد على قدر الكفاية، نفس عنه من تلك الأبواب بما يخرج بالزيادة في ذلك النهر المحفور. وفي شرقي خروج المنهى مدينة أسيوط. وفي جهتها جبل الطير، وحديثه أنه يحج إليه الطير في كل سنة وينزل منه واحد يتعلق في سقيف هنالك مشهور. ولأسيوط جزيرة لا يوجد الأفيون المستعمل في الطب إلا فيها وهو من حشائشها. وفي شرقيها جبل الطيلمون يدخل في النيل فينزعج الماء بسببه في المكان الضيق انزعاجاً شديداً تحذر منه المراكب. وفي جنوبيه وجنوب البلاد المتقدمة الذكر جبل جالوت، وهو ممتد من فوق الواحات إلى أن يسامت اللاهون، ويقال إن فيه مطالب كثيرة وعليه كتب بأيدي المشتغلين بذلك. ونسب إلى جالوت على زعمهم، لأنه لما فر من فلسطين حيث قتل جالوت الذي كان قبله، أقام بهذا الجبل ومنه دخل بولده وقومه إلى المغرب. وفي جنوبي هذا الجبل اللازورد، زعموا أن فيه معدناً له وامتنع من استخراجه لانقطاع العمارة. وتقع مدينة اخميم من هذا الجزء على شرقي النيل حيث الطول خمس وخمسون درجة ونصف والعرض ست وعشرون درجة وخمس وثلاثون دقيقة. وتقع مدينة قوص حيث الطول سبع وخمسون درجة وثلاثون دقيقة والعرض ست وعشرون درجة وهي في شرقي النيل. وفي شماليها وشرقي اخميم جبل الزفت العالي الذي يظهر من الطور بالبر المشرقي. والقصير فرضة قوص المشهورة على بحر القلزم، تقع حيث الطول تسع وخمسون درجة، والعرض قريب من قوص.
وأول بحر القلزم في هذا الجزء وهو منتهاه، حيث الطول خمس وخمسون درجة والعرض ثلاثون درجة. ومن هناك تسافر مراكب الحجاج وتجار اليمن. والبحر هنالك ضيق كالنهر ثم يأخذ في الاتساع إلى الجنوب والشرق إلى أن يكون اتساعه عند بحر الغزال نحو سبعين ميلاً. والبحر داخل في الإقليم الرابع وكذلك الطول. وايله على خورها. ثم ينتشر البحر إلى الإقليم الثالث فتكون مناهل حجاج مصر على ساحله. وبالقرب منه تقع مدينة مدين الخراب المذكورة في الكتب، حيث الطول إحدى وستون والعرض سبع وعشرون درجة واثنتان وخمسون درجة، وبينها وبين البحر نحو خمسين ميلاً. وفي واديها مسير الركب الحجازي. ويكون عرض البحر عند ساحله نحو مجرى. وفوق ذلك المكان مسامتة القصير من الجانب الغربي. وفي جنوب مدين وشرقيها من المنازل المشهورة والفرض المذكورة الحورا، كانت محل حط وإقلاع خربها العرب. وهي حيث الطول ثلاث وستون درجة وعشرون دقيقة والعرض سبع وعشرون درجة واثنتان وأربعون دقيقة. وفي جنوبيها وغربيها جزائر الغول وهي صغار تنيف على مائة جزيرة، ويأوي إليها سودان عراة يتكلمون بكلام مغلق ثقيل، ولهم مراكب على قدرهم وبيوت من قصب وحشيش ولا عيش لهم إلا من السمك، يصيدونه ويجعلونه في ماء البحر معرضاً للشمس، وذلك يملحونه ثم ينشفونه ويحملونه مقدداً إلى الطور والسويس، فيبيعونه إلى نصارى الكرك والشوبك، بالزبيب والزيت والزيتون ونحو ذلك. ويقع في هذا الجزء حيث الطول أربع وستون درجة وست وخمسون دقيقة والعرض سبع وعشرون درجة، مدينة خيبر المشهورة بسكنى اليهود. وأهلها سودان يذكرون أنهم مسلمون كانوا عبيداً لعلي رضي الله عنه. ومقالة اليهود عليهم بادية. وفيما بينها وبين المدينة النبوية الينبع وبها عيون وخضر وحصن، وهي منازل بني الحسن رضي الله عنه. وموضوعها حيث الطول أربع وستون درجة والعرض ست وعشرون درجة. ولها فرضة على بحر الحجاز على مرحلة منها ينزل فيها الحجاج الذين يقصدون المدينة.
اسم الکتاب : الجغرافيا المؤلف : ابن سعيد المغربي الجزء : 1 صفحة : 29