responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آثار البلاد وأخبار العباد المؤلف : القزويني ، زكريا    الجزء : 1  صفحة : 557
مالطة
جزيرة بقرب جزيرة الأندلس، عظيمة الخيرات كثيرة البركات، طولها نحو ثلاثين ميلاً، وهي آهلة وبها مدن وقرى وأشجار وأثمار، غزاها الروم بعد الأربعين والأربعمائة. حاربوهم وطلبوا منهم الأموال والنساء، فاجتمع المسلمون وعدوا أنفسهم وكان عدد عبيدهم أكثر من عدد الأحرار، فقالوا لعبيدهم: حاربوا معنا فإن ظفرتم فأنتم أحرار وما لنا لكم، وإن توانيتم قتلنا وقتلتم! فلما وافى الروم حملوا عليهم حملة رجل واحد، ونصرهم الله فهزموهم، وقتلوا من الروم خلقاً كثيراً، ولحق العبيد بالأحرار، واشتدت شوكتهم فلم تغزهم الروم بعد ذلك أبداً.
ينسب إليها ابن السمنطي الشاعر المالطي. كان آية في نظم الشعر على البديهة؛ قال أبو القاسم بن رمضان المالطي: اتخذ بعض المهندسين بمالطة لملكها صورة تعرف بها أوقات ساعات النهار، وكانت ترمي بنادق على الصناج، فقلت لعبد الله ابن السمنطي: اجز هذا المصراع: جارية ترمي الضنج؛ فقال:
بها القلوب تبتهج
كأن من أحكمها إلى السّماء قد عرج ... وطالع الأفلاك عن سرّ البروج والدّرج
كأنه يقرأها من حفظه.

ما وراء النهر
يراد به ما وراء نهر جيحون. من أنزه النواحي وأخصبها وأكثرها خيراً. وليس بها موضع خال عن العمارة من مدينة أو قرى أو مزارع أو مراع. هواؤها أصح الأهوية ومياهها أعذب المياه وأخفها، والمياه العذبة عمت جميع جبالها وضواحيها، وترابها أطيب الأتربة، وبلادها بخارى وسمرقند وجند وخجند.

اسم الکتاب : آثار البلاد وأخبار العباد المؤلف : القزويني ، زكريا    الجزء : 1  صفحة : 557
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست