responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آثار البلاد وأخبار العباد المؤلف : القزويني ، زكريا    الجزء : 1  صفحة : 388
فكنت أمشي مرة أخرى مستحياً ثم انقطعت بالكلية، فرآني الرجل وسأل ان لا أنقطع فامتنعت، فلما ايس عن ذلك أخرج من كمه ثلاثمائة دينار وقال: هذا رأس مالك والذي أخذته مكسبها، لأني كنت أتجر لك عليها، ولله تعالى الحمد إذ وفقني لبعض قضاء حاجة مثلك.
وينسب إليها القاضي عدة. كان واعظاً ظريفاً حلو الكلام يرى الملوك له. حكي انه كان يعقد مجلس الوعظ بهمذان، وينفي التشبيه والقوم لم يقدروا عليه لمكانته عند السلطان، فكانوا يكتبون إليه رقاعاً ويشتمونه فيها في نفسه وأهله وأولاده، وهو يقول: قد كتبوا كيت وكيت وهذا ممكن، لكن وجود الإله على العرش محال! وحكي أن بعض الملوك أراد رسولاً يبعثه إلى ملك آخر، فعينوا على القاضي عدة فقالوا: انه جيد لكنه يفسد الرسالة بطلب المال! فقال: حلفوه أن لا يطلب شيئاً! فحلفوه وبعثوه، فلما ذهب إليهم صبر أياماً لم يبعث إليه أحد شيئاً غير المرسل إليه، فعقد مجلساً وقال: يا قوم، إن مرسلي حلفني أن لا أطلب من أحد شيئاً، فقولوا أنتم من حلفكم أن لا تبعثوا إلي شيئاً؟ وله حكايات عجيبة من هذا الجنس، وبهذا مقنع.
وينسب إليها التاج محمد الواعظ المعروف بشجويه. كان واعظاً فقيهاً حلو الكلام عذب اللهجة، ذا قبول عند الخواص والعوام، وكان وعظه معائب طبقات الناس، فإذا حضر ملك يقول: أيها الملك، ماذا تقول في عبد لبعض الملوك، اصطفاه سيده في حال هوانه وأفاض إليه أنواع إحسانه، وفوض إليه أمر البلاد وجعل بيده أزمة العباد، ثم ان هذا العبد خرب بلاده وقهر بالظلم عباده، وخالف أمر سيده وعصى وتجاوز عن حده واعتدى، فهل يستحق هذا العبد من سيده إلا العذاب العظيم والعقاب الأليم؟ ثم قال: أنت ذلك العبد أيها الملك، إن الله اصطفاك على العباد وجعل بيدك أمر البلاد، وأمرك بالعدل والإحسان ونهاك عن الظلم والطغيان، وأنت نهارك مصروف في غصب

اسم الکتاب : آثار البلاد وأخبار العباد المؤلف : القزويني ، زكريا    الجزء : 1  صفحة : 388
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست