اسم الکتاب : آثار البلاد وأخبار العباد المؤلف : القزويني ، زكريا الجزء : 1 صفحة : 337
سبعاً صال علي! فخرج الشيخ وقال للسبع: ما قلت لكم لا تتعرضوا لأضيافي؟ فولى الأسد وذهب، فقال الشيخ: يا إبراهيم اشتغلتم بتقويم الظاهر ونحن اشتغلنا بتقويم الباطن، فخفتم أنتم من السبع وخاف السبع منا!
بوشنج
مدينة كبيرة من مدن خراسان، ذات مياه وبساتين وأشجار كثيرة. ينسب إليها منصور بن عمار. كان واعظاً عظيماً عجيب الكلام طيب الوعظ مشهوراً؛ حكى سليم بن منصور قال: رأيته في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وأدناني وقربني وقال: يا شيخ السوء أتدري لم غفرت لك؟ قلت: لا يا رب! قال: انك جلست للناس يوماً فبكيتهم فبكى فيهم عبد من عبادي لم يبك من خشيتي قط، فغفرت له ووهبت أهل المجلس له ووهبتك فيمن وهبت له.
وحكي أن منصور بن عمار وجد رقعة عليها بسم الله الرحمن الرحيم فأخذها فلم يجد لها موضعاً فأكلها. فرأى في نومه قائلاً يقول: فتح الله عليك باب الحكمة باحترامك اسم الله تعالى.
وحكى أبو الحسن السعدي قال: رأيت منصور بن عمار في النوم بعد موته فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال لي: قال أنت منصور بن عمار؟ قلت: نعم يا رب! قال: أنت الذي تزهد في الدنيا وترغب فيها. قلت: قد كان ذلك ولكن ما اتخذت مجلساً إلا بدأت بالثناء عليك، وثنيت بالصلاة على نبيك، وثلثت بالنصيحة لعبادك. فقال: صدق! ضعوا له كرسياً يمجدني في سمائي بين ملائكتي كما مجدني في الأرض بين عبادي. والله الموفق.
وحكي أن رجلاً شريفاً جمع يوماً ندماءه للشرب، وسلم إلى غلامه أربعة دراهم ليشتري لهم بها فواكه، فاجتاز الغلام بمجلس منصور بن عمار وكان يطلب لفقير أربعة دراهم، فقال: من يعطي له أربعة دراهم ادعو له
اسم الکتاب : آثار البلاد وأخبار العباد المؤلف : القزويني ، زكريا الجزء : 1 صفحة : 337