اسم الکتاب : آثار البلاد وأخبار العباد المؤلف : القزويني ، زكريا الجزء : 1 صفحة : 106
ورسومه رسوم صاحب الصين، ويعتقدون أن طاعة ملك الصين عليهم مباركة ومخالفته شؤم، وبينه وبين الصين ثلاثمائة فرسخ.
كنزة وقران
موضعان باليمامة، بهما نخل كثير ومواش، قال أبو زياد الكلابي: نزل بهم رجل من بني عقيل كنيته أبو مسلم كان يصطاد الذئاب، قالوا له: إن ههنا ذئباً لقينا منه التباريح، إن أنت اصطدته فلك في كل غنم شاة! فنب له الشبكة وحبله وجاء به يقوده، وقال: هذا ذئبكم فأعطوني ما شرطتم. فأبوا وقالوا: كل ذئبك! فشد في عنق الذئب قطعة حبل وخلى سبيله وقال: ادركوا ذئبكم! فوثبوا عليه وأرادوا قتله، فقال: لا عليكم ان وفيتم لي رددته! فخلوه ليرده، فذهب وهو يقول:
علّقت في الذّئب حبلاً ثمّ قلت له ... الحق بأهلك واسم أيّها الذّئب!
إن كنت من أهل قرّانٍ فعد لهم ... أو أهل كنزة فاذهب غير مطلوب
المخلفين لما قالوا وما وعدوا ... وكلّ ما يلفظ الإنسان مكتوب
سألته في خلاءٍ: كيف عيشته؟ ... فقال: ماض على الأعداء مرهوب
لي الفصيل من البعران آكله ... وإن أصادفه طفلاً فهو مصقوب
والنّخل أفسده ما دام ذا رطبٍ ... وإن شتوت ففي شاء الأعاريب
يا أبا مسلم أحسن في أسيركم ... فإنّني في يديك اليوم مجنوب
كولم
مدينة عظيمة بأرض الهند، قال مسعر بن مهلهل: دخلت كولم وما رأيت بها بيت عبادة ولا صنماً وأهلها يختارون ملكاً من الصين، إذا مات ملكهم. وليس للهند طبيب إلا في هذه المدينة، عماراتهم عجيبة، أساطين بيوتهم من
اسم الکتاب : آثار البلاد وأخبار العباد المؤلف : القزويني ، زكريا الجزء : 1 صفحة : 106