responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب المؤلف : القلقشندي    الجزء : 1  صفحة : 109
أعلامهم، وتفازعوا على قرى الضيفان، وسارعوا إلى تقريب الجفان، قد داروا على البلاد سوراً حصينة، وسواراً على معصم كل نهر، وعقداً في جيد كل مدينة، واحاطوا بالبر من جميع أقطاره، وحالوا بين الطير المحلق ومطاره، وحفظوه من كل جهاته، وحرسوه من سائر مواقعه وآفاته، وصانوه من كل طارق يتطرق، وسارق يتسلك أو يتسرق، فلا ينظر إلا من شق خيام، ومسر هيام، ومورد كرام وموقد خزام، ومعقد همام، وعقدا زمام ومجال أعمال وآجال زرق أو حمام، أو معهد أياد جسام، ومشهد يوم يترعف أنف قناة أو حسام، وتكبير صلاة ومكان، ومفزع وأما، وملجأ خائف وملجم جايف، وسجايا ملكية، وعطايا برمكية، ومواهب طائية، وووهائب حاتمية، وبوادر تبعية، ونوادر مرعية، وصوارم تنسحب بذيلها الرقاب، ومكارم يتجلس على آثارها السحب، لا يطرق لهم غاب، ولا يطرق لهم بذل وعاب، ولا يطرح لهم بيت مضيف، ولا يطيح إلا إليهم تابع مشتى ومصيف، لا يخلو ناديهم عن سيد ومسود، وكرم مقصود، وشجاع كريم، ووقور حليم، ووفاد آمل، وقاصد نائل، وصارخ ملهوف، وهارب مستجير ولاج مستجير، ولا ينفك لهم نار قرىً وقراع، ومنازل امتى ومتاع، يسرح عدد الرمل لهم أبل وشاة، ومد البحر ما يريد المريد منهم وما يشاء، تطل منهم على بيت قد بنيت بأعلى الربى، وبلغت السحاب وعقد عليها الخبا، قد اتخذت من الشعر الأسود، وتطبت بالديباج ودبجت بالعسجد، وفرشت بالمفارش الرومية، والقطائف الكرخية، ونضدت بها الوسائد، ونامت حولها الولايد، وشدت بوتد السماء اطنابها، فأعدت لطوالع النجوم قبابها، وأرخيت سجفها، وتزايد ظرافها، وشرعت أبوابها، إلى الهواء، واستصرخ بها لدفع اللأواء، ورفعت عمداها، وقر في الأرض وتدها، وطلعت البدور في أكلتها، ورتعت الظبأ في مشارق أهلتها. وفي كلام آخر يطول ذكره استوفيته في كتاب صبح الأعشى في كتابة الأنشا في الكلام على هؤلاء العرب.

اسم الکتاب : نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب المؤلف : القلقشندي    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست