خنيس من مهاجرة أرض الحبشة، فمات بمكة؛ فلما تأيمت حفصة، ذكرها عمر بن الخطاب لأبي بكر وعرضها عليه؛ فلم يرجع إليه أبو بكر كلاماً؛ فغضب من ذلك عمر؛ ثم عرضها على عثمان حين ماتت زوجته رقية بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فقال عثمان: " ما أريد أن أتزوج اليوم! "، فانطلق عمر إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فشكا إليه عثمان، وأخبره بعرض حفصة عليه؛ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هو خير بن حفصة "، ثم خطبها إلى عمر، فتزوجها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وزوج عثمان أم كلثوم بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلقى أبو بكر الصديق عمر، فقال: " لا تجد علي في نفسك، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر حفصة؛ فلم أكن لأفشي سر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولو تركها، ليتزوجها "، وأوصى عمر بن الخطاب بعد موته إلى حفصة ابنة عمر، وأوصت حفصة إلى عبد الله بن عمر بمثل ما أوصى به إليها عمر، وبصدقة تصدقت بها: مال وقفته بالغابة.
وأما عبد الرحمن الأكبر بن عمر، فقد انقرض ولده؛ وقد كان له ابن يقال له: عبد الله، يلقب بيهسا، أمه: أم ولد؛ وكان لعبد الله ولد انقرضوا إلا من قبل النساء.
وأما زيد بن عمر بن الخطاب، فكان له ولد، فانقرضوا. وكانت بين بني جهم حروب؛ فخرج يحجز بينهم، فأصيب تحت الليل، ولا يعرف؛ فقتل؛ فقال عبد الله بن عامر بن سعيد، حليف الخطاب، يذكر زيداً:
إن عدياً ليلة البقيع
تفرجوا عن رجل صريع