شرطه مصعب بن عبد الرحمن بن عوف. وفيه يقول ابن قيس الرقيات:
حال دون الهوى ودو ... ن سرى الليل مصعب
وسياط علىأك ... ف الرجال تقلب
وكان أهل المدينة قبل عمل مصعب هرجوا: يقتل بعضهم بعضاً؛ فلما ولى مصعب، شد بهم وجلدهم، وهدم الدور؛ ففزع الناس من ذلك؛ فشكوه إلى مروان؛ فكاد يعزله؛ فدخل عليه المسور بن مخرمة؛ فقال له مروان: " ألا ترى ما يشكو الناس من مصعب بن عبد الرحمن؟ " فقال له المسور بن مخرمة:
ليس بهذا من سياق عتب ... يمشي القطوف وينام الركب
فلم يزل على شرطه حتى مات معاوية، وقدم عمرو بن سعيد والياً ليزيد بن معاوية؛ فولى مصعباً الشرط، ثم أمره بهدم دور بني هاشم ومن كان في حيزهم والشدة عليهم، وبهدم دور بني أسد بن عبد العزى والشدة عليهم، حين خرج الحسين بن علي بن عبد الله بن الزبير، وأبيا بيعة يزيد؛ فقال له مصعب: " أيها الأمير! إنه لا ذنب لهؤلاء، ولست أفعل "، قال: " انتفخ سحرك، يابن أم حريث - وكانت أمه سبية من بهراء - إلى سيفنا؟ " فرمى السيف، وخرج عنه، ولحق بابن الزبير؛ فقتل في الحصر الأول، حصر الحصين بن نمير. وكان من أشد الناس بطشاً، وأشجعهم قلباً.