اسم الکتاب : لباب الأنساب والألقاب والأعقاب المؤلف : البيهقي، ظهير الدين الجزء : 1 صفحة : 59
فقالت أخته: قل لأخي أرني حنطتك كما هي، فبعث الأمير قاسم أنموذجاً من الحنطة إليها، فعركتها بأناملها كما يعرك الرحى الصغيرة والحب، وبعثتها إلى أخيها وقالت للرسول: بلغ إلى أخي أن حنطتك فاسدة قد أكلتها العثة والسوس، فضحك الأمير قاسم وقال: هي والله أختي وأن العصا من العصبية، وبعث إليها من الحنطة ما سد يلثمه حاجتها.
ومن العجائب أن واحداً من الأتراك العراقية يقال له الأمير سولة فر من حصر العراق وقصد مكة، وهزم الأمير قاسم بن محمد، وكان سيف الأمير قاسم سبعة مناً، ولم يكن مع الترك إلا أربعمائة فارس، لكن الأمير قاسم بن محمد انهزم وانتقل إلى حدود الطائف، واستولى الترك على إمارة مكة وحدودها أربعة أشهر.
ثم عاد الأمير قاسم بن محمد إلى مكة عود الليث إلى الأجمة وعرف ما وراء الأكمة، وحارب الترك في حدود جدة، وانهزم التركي وأفلت والحص الذبب، وقصد بلاد اليمن وكان يعير على مخالفيها حتى قتل.
ومن منظوم الأمير قاسم ما أوردته في كتاب دمية القصر وقد أنشد في ذلك أخو شمس المعالي أبو محمد شميلة ابن محمد بن هاشم:
مذكر روح الصبا ونسيمها ... منازل أنس قد نعمت بها دهرا
فها أنا ذا صادفت منذراً ... فمن مبدل من شيء لي عمرا
والعقب من الأمير قاسم فليتة، وقال في أولاد الأمير قاسم الشريف طيبون الحسني من قصيدة فيها:
ألا ليتني عبد لا ولاد قاسم ... ينادون يا طيبون رد الركابيا
وهو الذي قام مقام أبيه.
والعقب من الأمير فليتة: الأمير هاشم، والأمير يحيى، والأمير عبد الله، والأمير عيسى، فباهت الأمير يحيى والأمير عبد الله للقتال، وجمعا الجيوش من القبائل، وحمل على الأمير هاشم بنو هذيل وهم يرتجزون ويقولون:
نحن بني هذيل لا تفر ... حتى يرى جماجماً نحر
فدخل الأمير هاشم المسجد وطاف بالبيت، وقام بإزاء الباب وقال: إلهي وسيدي ومولاي إن كنت أولى بحفظ مصالح الرعايا وخدمة بيتك من إخواني فانصرني عليهما، وإن كنت بخلاف ذلك فانصرهما علي، وبالغ وألح في الدعاء، وعاهد الله أن لا يظلم أحداً ولا يعصي الله في الحرم.
وخرج من الحرم وصال على أعمامه فانهزموا، وذهب الأمير يحيى إلى المدينة، والأمير عبد الله إلى الطائف، ووفى الأمير هاشم بما وعد.
وكان الأمير هاشم أبيض سميناً، وكانت أمه أم ولد، وقام مقامه ابنه الأمير قاسم، ثم أذعجه دار الإمارة عمه الأمير عيسى، وتمكن في مكة سنة ست وخمسين وخمسمائة، وذهب الأمير قاسم إلى السراة وجبال الصالحية وقتل بعد ذلك رحمه الله.
سادات الطائف
السيد آدم بن علي بن محمد بن زيد بن عبد الله بن الحسن بن عبد الله بن الحسن المكفوف ويقال: الينبعي ابن علي بن الحسن المثلث ابن الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهما.
وهؤلاء من أولاد الحسن المثلث، وهو العالم بالأنساب، ومعه كتب من هذا الفن.
وقد انتقل مع ابنه السيد أبي الحسن علي من الطائف إلى بحر آباد جوين. وأخوته نوح بن علي، وأبو طالب بن علي، والحسن بن علي.
وللسيد نوح: محمد. وللسيد أبو طالب: علي. وللسيد حسن شرفشاه، وقد أخذه قطاع الطريق في ملك الفتن وفقؤوا عينيه، والسيد شرفشاه الآن في الاحياء أعمى.
نسب قضاة مكة حرسها الله تعالى
وهم سادات القاضي بها في زماننا: السيد القاضي الشريف زين الشرف قاضي الحرمين أبو جعفر محمد بن أحمد بن ميمون المنقذي المناقذة، قيل لهم ذلك لأنه قد وقعت في المدينة فتنة، وكان لجدهم فيها دار، فالتجأ الناس إلى تلك الدار، فأنقذهم صاحبها من تلك الفتنة، فلقب مولاه بالمنقذ، وأولاده يعرفون بالمناقذة والمنقذين.
العقب من إسماعيل المنقذي ابن جعفر بن عبد الله بن الحسين الأصغر: أبو جعفر محمد، والقاسم صاحب خليص له عقب، وعلي له عقب، والحسين له عقب بطبرستان، وطاهر له عقب بطبرستان في صح، وعبد الله، وحمزة، وإبراهيم دخان في صح، والحسن بين الشك واليقين أمه أم ولد، أمهم صفية بنت القاسم بن عبد الله بن الحسين الأصغر.
أنساب أمير المدينة
حرسها الله وأشرافها
اسم الکتاب : لباب الأنساب والألقاب والأعقاب المؤلف : البيهقي، ظهير الدين الجزء : 1 صفحة : 59