اسم الکتاب : لباب الأنساب والألقاب والأعقاب المؤلف : البيهقي، ظهير الدين الجزء : 1 صفحة : 43
وقيل: لما دخل على عبيد الله بن زياد، قال له: ما اسمك؟ فقال: علي، فقال: ما اسم أخيك المقتول؟ فقال: علي، فقال: كم من علي؟ فقال زين العابدين رضي الله عنه: إن أبي الحسين رضي الله عنه أحب أباه، فسمى أولاده باسم أبيه، هكذا من يكون له أب معروف، أما من لم يكن له أب ينسب إليه فهو معذور. تعرض بابن زياد فإنه لم يكن لزياد أب ينسب إليه، لذلك يقال له: زياد بن أبيه.
وكان يقول في دعائه: اللهم بلغ بي أملي، فقيل له: ما أملك؟ فقال: أن أرى قاتل أبي مقتولاً.
فدخل يوماً من الأيام عليه رسول المختار الثقفي وزين العابدين رضي الله عنه يتغذى، وكان يحب الرأس المشوي، فقال: بعث إليك المختار برأسين، ووضع الرأسين على مائدته، ففزع من ذلك زين العابدين رضي الله عنه وقال له: أيها؟ فقال: يابن رسول الله هذا رأس عمر بن سعد عليه اللعنة قاتل أبيك، ورأس شمر بن ذي الجوشن عليه اللعنة والهاوية، فقال زين العابدين رضي الله عنه: الحمد لله الذي أدرك بثاري من عدوي وسجد، ورفعت المائدة من بين يديه.
وقال ابن شهاب الزهري وهو من علماء السلف: كان علي بن الحسين أفضل هاشمي أدركناه.
قال محمد الباقر رضي الله عنه: كان يصلي أبي كل يوم وليلة ألف ركعة، وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة.
وقيل: نادى في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مناد وقال: أين الراغبون في الآخرة، الزاهدون في الدنيا، فهتف به هاتف من جهة الحظيرة ذلك زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما.
وقيل: خاصمه يوماً الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وآذاه ونال منه، فقال زين العابدين رضي الله عنه له: يا أخي وابن عمي إن كنت قلت ما في حقاً وصدقاً فأنا أستغفر الله منه، وإن كنت قلت ما ليس في فغفر الله لك وأنت في حل مني، فقام الحسن بن الحسن رضي الله عنه وقبل بين عينيه وقال: لا والله قلت ما ليس فيك وقلت فيك ما في وأنا أستغفر الله مما قلت، فقرأ زين العابدين رضي الله عنه " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ".
قال ابن إسحاق: كان بالمدينة فقراء محاويج، وكان زين العابدين رضي الله عنه في جنح الليل يحمل على كتفه إليهم جرب الطعام وهم لا يعلمون من هو، حتى مات زين العابدين رضي الله عنه ففقدوا وعلموا أنه كان يحمل إليهم الطعام.
وقيل: كان لزين العابدين غلام، فوض إليه ضيعة ليحفظها، فنام الغلام وأفسد جيرانه ربوع تلك الضيعة، فغضب زين العابدين رضي الله عنه وأدبه بسوط وضربه ضربة واحدة وعاد إلى بيته.
ثم دعا الغلام وقال: اضربني كما ضربتك، فإن قود الدنيا أهون من قود الآخرة، فقال له الغلام: أنا مستحق لما فعلت وأنت في حل مني، فوهب زين العابدين رضي الله عنه له الضيعة بعد ما أعتقه.
قيل: توفي زين العابدين رضي الله عنه وهو ابن ثمان وخمسين سنة. أولاد زين العابدين رضي الله عنه
الحسن بن زيد العابدين رضي الله عنه لا بقية له. والحسين الأكبر بن زين العابدين رضي الله عنه لا عقب له. وأبو جعفر محمد الباقر رضي الله عنه. وعبد الله بن زين العابدين رضي الله عنه الباهر، أمهم أم عبد الله بنت الحسن بن علي رضي الله عنهما. وأبو الحسين زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنهما المصلوب. والحسين الأصغر بن علي بن الحسين رضي الله عنهما. وعبد الرحمن بن علي رضي الله عنه. وسليمان بن علي رضي الله عنه. وليس لعبد الرحمن ولا لسليمان ولد.
وعبدة بنت زين العابدين رضي الله عنه وأمهم أم ولد.
وقد روى الحسين الأصغر بن زين العابدين رضي الله عنه عن أبيه وعن عمته فاطمة بنت الحسين رضي الله عنه، وعن الباقر أبي جعفر محمد رضي الله عنه، وكتب عنه الحديث عبد الله بن المبارك فقيه خراسان.
وعلي بن زين العابدين رضي الله عنه جد عماد الدين، وهو أصغر ولد علي بن الحسين رضي الله عنهما توفي علي بن علي زين العابدين رضي الله عنه بينبع وقبره بها، وهو يوم مات ابن ثلاثين سنة.
وخديجة، وأم عمرو، ومحمد الأصغر بن زين العابدين رضي الله عنه لا بقية له، وأمه أم ولد. وفاطمة، وعلية، وأم كلثوم لأم ولد، وأم حسن وأم جعفر لأم ولد.
وهذا تفاصيل أولاد زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم.
اسم الکتاب : لباب الأنساب والألقاب والأعقاب المؤلف : البيهقي، ظهير الدين الجزء : 1 صفحة : 43