اسم الکتاب : لباب الأنساب والألقاب والأعقاب المؤلف : البيهقي، ظهير الدين الجزء : 1 صفحة : 42
وينادي منادي حضرته يا وجوه آمال العلماء اسفري، وبأرواح الأفاضل الأماثل بالروح والراحة أبشري، يا لك من قبرة بمعمر جلالك الجو قضى، وفي جنابه المنيع حمامات الأمن والأمان سواجع، وعشات الحمى رواجع.
فمرحباً بهذا المورد والمشرع، وأهلاً بماء اسجر طيب المستنقع. وعين الله على ذلك المجلس الذي لطائفه شرحت صدور الصور نبت.
وأنزلت الأفاضل والعلماء من أكنافه حديقة أخذت الأرض زخرفها وازينت، وكرمه يستعذب نعمات السائلين. وليس من الله بمستنكر أن يجمع في ولد عالم من أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله جميع العالمين.
فهو أدام الله علوه يحض العلماء بأحاضيض الفوائد، ويمد الرعايا بشآبيب العوائد، فهم في نعمة من روضة يحبرون، ومن ينكره ودعا به آناء الليل والنهار ولا يفترون، ويفوزون في حضرته من غرر المآثر وزهر المفاخر بما يرتد عنه الطرف كليلاً، ويحوزون من إحساس المحاسن بما صار على هام الإكليل إكليلاً، وهمته العالية بطنت على سعد الأحبة خباها، وبغير الشمس أنوارها وأضواءها.
ومن نظر في هذا الكتاب وتأمل مناقب أسلافه أني صدقت فيما نطقت، وأنصفت فيما وصفت، وإذا نظرت إليه قال جماله بالله صلى الله على أبيه وجده.
نسبه الظاهر الرفيع الذي هو بين أنساب أمراء سادات الزمن كليلة القدر في ليالي رمضان، هو السيد الأجل الكبير المؤيد الرضي، عماد الدولة والدين، جلال الإسلام والمسلمين، أخص سلطان السلاطين، مجتبى الخلافة ظهير الإمام، صفي الأنام، ذخر الأمة، شرف الملة، غوث الطالبية، كمال المعاني.
فخر آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذو المناقب، ملك السادات، نقيب النقباء الشرق والغرب، مرتضى أمير المؤمنين أبو الحسن علي بن جلال الدين محمد بن عماد الدين أبي محمد يحيى بن ركن الدين أبي منصور بن هبة الله بن سيد النقباء أبي الحسن علي بن أشرف السادة أبي جعفر الزاهد محمد بن سيد الأجل أبي علي محمد.
ابن النقيب الأمير ابي الحسين محمد بن السيد الأجل شيخ العترة نقيب النقباء رئيس الرؤساء أبي محمد يحيى بن أبي الحسين محمد بن أبي جعفر أحمد الزاهد ابن محمد زباره بن عبد الله المفقود بن الحسن المكفوف بن الحسن الأفطس بن علي بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
نسب كان عليه من شمس الضحى ... نوراً ومن فلق الصباح عموداً
جرت الأنساب العالية لهذا النسب العالي سجداً وبكياً، بعدما رفع الله هذا النسب مكاناً علياً، ورده عذب هنيء، وورده غض طري، والزمان بمثل ذلك النسب بخيل، والله على ما نقول وكيل.
فهو أدام الله علاه وأخص أشرف آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سعى وسعوم بأخصه، وفص خاتم العترة الطاهرة والحاتم يران بعضه، وبمحاسن أنامه نامت عيون الحدثان، ورتع السرح بين أشفار السرحان، تمسك أدام الله علوه بعلائق الحسب والنسب، وخلص من سائل نوائب الأنام خلوص الذهب من اللهب.
وها أنا إذ أقرر فضائل آبائه على وفق ما وجدت في الكتب المصنفة في الأنساب، وتاريخ الحاكم أبي عبد الله الحافظ، وتاريخ البيهق من تصنيف الإمام علي بن أبي صالح الخواري، وكتاب المحامد من تصنيف الشيخ أبو القاسم البرزهي. أولاد زين العابدين
علي بن الإمام الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
قيل لزين العابدين: أبو محمد، وأبو الحسن. ولقبه السجاد، وزين العابدين، وقيل: سيد العابدين. ولد بالمدينة سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة. وقيل: إنه ولد يوم الخميس لسبع ليال خلون من شعبان، سنة ثمان وثلاثين. وقيل: سنة ست وثلاثين. والله أعلم.
عاش مع جده أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أربع سنين وله رؤية، وعن أمير المؤمنين رضي الله عنه رواية، وهي ما روى سعيد بن طريف عن زين العابدين رضي الله عنه أنه قال: سمعت جدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: يا أيها الناس أتدرون ما يتبع الرجل بعد موته؟ فقالوا: أمير المؤمنين أعلم، فقال: يتبعه الولد الصالح يتركه بعد موته فيستغفر له، ويتبعه الصدقة يخرجه في حياته فيتبعه بعد موته، وسنة عمل بها في حياته وعمل بها بعد موته فهي يتبعه.
وقتل علي بن الحسين رضي الله عنه وهو ابن أربع عشر سنة. وقال قوم: هو الأكبر. وقال قوم: هو علي الأصغر.
اسم الکتاب : لباب الأنساب والألقاب والأعقاب المؤلف : البيهقي، ظهير الدين الجزء : 1 صفحة : 42