اسم الکتاب : لباب الأنساب والألقاب والأعقاب المؤلف : البيهقي، ظهير الدين الجزء : 1 صفحة : 2
فصارت بيهق بمكانه معاني الشعب طيباً في المعاني، وإن سكت الشاكرون لأنعمه، فقد أثبت عليه الحقائب ثناء أطيب من نسيم الأزاهر، وأنفاس المجامر، وأطرب من ترجيع المزامر.
وللعلماء في زمان كرمه آمال يترقبون الصحة أسفاراً، ويشمون حضرته قبل العشي أطيب من عرار نجد عراراً، فطلع المال لديه نضيد، وطالع الإقبال في أفقه سعيد، والله تعالى على ذلك شهيد.
ولا شك أن أولى الناس بالكرم والمروة والفضل والشرف والفتوة، من كانت له النبوة، ومن كان جده المصطفى عليه السلام، فقد اشتمل على الفضل والإفضال، اشتمال الأصداف على الدرر، وجف بالمناقب الزهر والمراتب الغرحفون الاعكان بالسرر.
هذا في زمان بلفظ أنامل الأفكار فيه خرزات الوساوس، ويحكم الدنيا ساكنها ولياليها حبالى وهي لا تنام في الحبادس وحشو أفئدة الليل والنهار من عجائب الآثار ونوادر الأدوار، ما كمن كمون النار في المزج والعفار مما في الأوقات انفساح، ولا للصدور إلا في حضرته انشراح، بمكارمه ولطائفه رفعت القلم، وألفت الكلم، وضرب نسبياً لعلوي الرياح، وضربت الكسور في الصحاح، وأعرضت عن تشوية الماء القراح.
ووصلت اليسير بالسرى، وجمعت بين الأعنة والبرى، واسترقت درر أصداف الدفاتر، واستزلت درر سحايب والمحابر، وفرت بقلب على سكة ولاية مطبوع، والمعاني غير مجذوع، وكل فاضل فارق حضرته، فإنه أمسى شحي في حلوق الليالي رائحاً، وغدى في مقلة الصبح غادياً، وكفى رعانه منادياً، فالأفضل من نعمه في روضة يحبرون، ومن شكره آناء الليل والنهار لا يفترون.
ولما أشار إلى جمع كتاب في أنساب أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله من أبناء الحسن والحسين رضي الله عنهما رسمت منزلي بالاشمين، وشكرت الله على هذه النعمة، ولزمت الاعتكاف في المحاريب، ومحوت وقوم نعوت الجادر في ذي الأعاريب، والفحل وإن كانت ركبته معقولة لحمى الثول والمرء وإن شات وتغيرت أحواله، وقلت أمواله، يدحر شياطين الهموم عن قلبه، بقوله لا قوة إلا بالله ولا حول هذه.
ولما أن عجبتني الفتنة العمياء الصماء بنيشابور عن مجانمي، أقمت عشر سنين في ظلال لطائف المجلس العالي النبوي العمادي الجلالي المكي، في بلاد بها نيطت علي تمائمي. وهي أول أرض مس جلدي ترابها، واطفأ غلي شرابها، وفتحت علي من أسباب المعيشة أبوابها، وما ذقت بسبب انعامه حر القلائل، ذقت برد الطلال، وما أثرت الفتن في تأثير النار في سليط الذبال.
وكنت في حضرته أنسها الله في دوام رفعته كحليس قعقاع بن شور، وجادا في داود ممتطياً غوارب نيل كل مراد، بعد ما زلنا وزال الدهر في براد، وحمدت سراي عند الصباح، وما قال لي صرف الزمان حيدي حياد وقبحي قباح.
ورسمت مطايا أمثال هذه الإشارة بعد ما صليت الاستخارة، وأنصفت على قدر الإمكان في مرامات القادة، وأنشدت ما قيل:
وهل يقبل التقصير أو يعذر الوني ... ومثلي مأمور أو سلك آمر
واشتغلت بابتداء هذا الكتاب يوم السبت في أواخر جمادى الآخر سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
وأقول: اللهم اجعل رضاك عنا غاية، وأمد وهيىء لنا من أمرنا رشداً، وارزقنا قناعة وحياة طيبة، وحكمة، وآتنا من لدنك رحمة، وأصلح أمورنا، واشرح بنور التوفيق صدورنا، وكثر حسناتنا، ووفر صالحاتنا، واغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا سيآتنا، وأنعم علينا بجمع شملنا، ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، إنك أرحم الراحمين، وخير الغافرين، وولي المؤمنين.
فصل
ذكر من صنف في علم الأنساب
في البلدان
السيد أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الملقب بطباطبا وليس هو بابن طباطبا الشاعر، بل الشاعر واحد من أحفاده، وهو أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل.
والسيد يحيى بن الحسن الحسيني، وأبو طاهر أحمد بن عيسى العلوي العمري.
والزبير بن أبي بكر الزبيري. وهشام بن محمد الكلبي.
وأبو عبيدة معمر بن المثنى، ومحمد بن عبدة العبدي، وشبل الباهلي.
ومحمد بن حسن العدوي. وابن المنتاب. وأبو نصر البخاري. والفقيه أبو يحيى زكريا بن أحمد النساب. وأحمد بن فارس بن زكريا مصنف مجمل اللغة.
وأبو الحسن الأصبهاني. وابن نمر الأسدي النصبي.
وأبو الغنائم الدمشقي. والسيد النقيب أبو الحسين علي بن أبي طالب الحسني الطبري.
اسم الکتاب : لباب الأنساب والألقاب والأعقاب المؤلف : البيهقي، ظهير الدين الجزء : 1 صفحة : 2