اسم الکتاب : عشائر العراق المؤلف : العزاوي، عباس الجزء : 1 صفحة : 82
من اختبارات كثيرة نتيقن ان التفريعات صحيحة اجمالاً والتدخلات بين الفروع قليلة. أما الأنساب للأشخاص وتسلسلها فلا يعول علي المحفوظات فيها وانما نرى الحافظة تقدم أو تؤخر أو تنسى مما جعلنا بعد امتحانات عديدة واختبارات كثيرة لا نقطع فيها من ناحية تعداد الأسماء وغالبها مبني على اعتبار كل فرع جدا وكل عدة فروع اولاد لمن هو أعلى وهكذا مع اننا نعلم انه لا يشترط ان يكون الفرع مشتقاً من أصله رأساً أو لوسائط كثيرة. ومن تعداد الجدود المحفوظين نرى قلة في الأجداد مع طول الزمان.. وعلى كل حال ان هذه الفروع أسماء لمن اشتهر من جذم سابق وأصلهم أشخاص فصاروا أسماء فروع..
محروت الهذال شيخ مشايخ عنزة في العراق هو ابن فهد بن عبد المحسن بن الحميدي بن عبد الله بن هذال بن عدينان بن جعيثين بن جمعه بن حبلان وهذا هو الذي ينتسب اليه جمع الحبلان من جمعه من الجبل من العمارات. وقد ذكرنا في أصل التاريخ وقائعهم في العراق. والمحفوظ عنهم انهم جاؤا الى العراق في زمن الحميدي وأقاربه من آل هذال وقبلهم كان قد ذهب الى سورية عبد الله من ابناء عمهم ويجتمع معهم في عبد الله الآخر ويقال لفخذه آل عبد الله (وهو الأول) ومن ثم تمكنوا في سورية والعراق وهم حديثو عهد بالنزوح الى العراق والآن يعزون السبب في نزوحهم الى ابن مسعود وخلافهم معه.. ولا محل هنا لاستقصاء اخبارهم..
هذه لوحة في عمود آل هذال والفروع المتصلة بهم. الضفير
من أشهر قبائل نجد والعراق، والقسم الكبير منها يتجول في الجانب الغربي من الفرات بين الزبير وانحاء السماوة، ولها مكانتها المعروفة، ومضى لها دور لا يستهان به أيام ورودها العراق في أول القرن الثالث عشر الهجري، جاءت من نجد الى العراق، يشملها هذا الاسم مع تباين في النسب والجد، وهم في الأصل على كيانها، والتزام الوفاق بما يعود لها من بسط سطوتها بحيث صارت قوة كبيرة يخشى صولتها. ومثلها عندنا (قبيلة المجمع) ، متألفة من عدة قبائل، أو فروع من قبائل متعددة. واليوم لا تزال الضفير تعد من القبائل البدوية المعروفة وان كان قد مال بعض منها الى الأرياف..
كتب صاحب عنوان المجد الضفير بالظاء. ولما كان لفظه عامياً فلا يعول على تلفظه في ضبط الكلمة دون تنبيه ونرى في هذه الأيام ان قد جاء ذكرها في كتب حديثة أخرى بالظاء أيضاً متابعة في عنوان المجد والتضافر والتساند المعروف عنهم يؤيد كتابة القبيلة بالضاد.
وجاء في القلقشندي عن هذه القبيلة انها تحت أمرة آل فضل من طيء، وعدهم الحمداني من عرب برية الحجاز من أحلاف آل فضل والمعنى واحد ولا يعرف بالتحقيق تاريخ هذا التضافر والتساند، وان المدونات التاريخية لم تعين ذلك ولم تكشف ما يرفع اللبس عنه. وعلى كل الألفة الطويلة والتماسك القديم أدى الى أن يكونوا قبيلة واحدة. ومن المقطوع به ان كل قسم من قبائلها يرجع الى اصله المنسوب اليه والمحفوظ عنده وكذا المعروف عند المجاورين.. وان تشتت الآراء في اصل نسبهم ناجم من اختلاف فروعهم وعدم التمكن من ارجاعها الى اصل واحد من جهة انهم متألفون من قبائل متعددة، وكان الأولى ان يعين كل فرع وما يمت اليه من قبيلة معروفة..
وقد ذكرهم مؤرخون عديدون وجاء عنهم في عشائر العرب للبسام ما نصه: " ومنهم - من عشائر نجد - الضفير المشهورون، والكماة المذكورون ذوو التقلب كتقلب الفلك، والتنقل من ملك الى ملك، يحمون نزيلهم، ويضفون جميلهم، حمدهم سائر، وفخرهم شاهر، وفضائلهم لا تحصى، ومحامدهم لا تستقصى.. " اه ولم تكن علاقة سابقة بالعراق، ولا جرى لهم ذكر في تواريخنا الى ظهور (آل سعود) وحينئذ عرفوا بمناصبتهم العداء لهم، ووقوع الحروب الدموية حتى مالوا الى العراق بعد ان رأوا التنكيل المرّ، والتدمير القاهر..
وقال في مطالع السعود: " وسمعت ممن أثق به انهم من بني سليم. فان صح ما ذكره كانوا عرانين، اباة الضيم، فقد كان يقال اذا كنت من تميم ففاخر بحنظلة، وكاثر بسعد، وحارب بعمرو، واذا كنت من قيس ففاخر بغطفان، وكاثر بهوازن وحارب بسليم " اه (1) وقال الحيدري: " من أعظم عشائر العراق وهم قبائل كثيرة يبلغون ثلاثين ألفاً فأكثر ومنهم بنو حسين من الأشراف ومنزلهم في منازل المنتفك بين نجد والبصرة " اه.
اسم الکتاب : عشائر العراق المؤلف : العزاوي، عباس الجزء : 1 صفحة : 82