اسم الکتاب : عشائر العراق المؤلف : العزاوي، عباس الجزء : 1 صفحة : 11
ولذا يقال عن الحادثات التاريخية المشاهدة في أقدم العصور المؤكدة ان سكان العراق كانوا أقواماً متخالفين، متباعدين عن الأقوام السامية ... فهم السمريون والكوشيون والأكديون فجاء الكلدانيون والأثوريون فأزاحوهم ... وحينئذ شاعت لغتهم وتدونت في أقدم أزمانها وأصلهم من جزيرة العرب ولا نجد في اللغات المجاورة في أطرافهم من تصلح للمقابلة، والمقاربة سوى العربية.. فهم عرب ويعدّ تثبيت لغتهم أول تدوين في اللغة العربية ... فلم يكن هؤلاء أصل سكان العرب ليكون العرب قد تفرعوا عنهم..
ومن المحتمل أن يقال ان أصل العراقيين كانوا من أولاد نوح (ع) وأنهم تدافعوا هناك بسبب الهجرات القديمة وتبلبلت لغاتهم بداعي الاختلاط والتغلب على العنصر السامي وتكاثرهم عليه فجلوهم عن العراق ودفعوهم، ثم أعادوا الكرة.. وهذا لم يعرف لحد الآن في النصوص التاريخية الموجودة.. وإن كان نطق به مشاهير المؤرخين متابعة للنصوص الدينية وتفسيراتها ... وعقليات أقوامها في تفسير الخلقة وانتشار الناس في هذه الأرض ...
ومهما يكن من الآراء فإننا نرى الجزيرة منشأ العرب وان غالب العراقيين منها كما هو مؤيد بالأدلة المارة وبما سيجيء. هذا مع التوقف عن قبول سائر الأفكار ما دامت أدلتها ضعيفة في نظرنا ... ولنعدّد الأقوام العربية القديمة كما جاء في تواريخنا باجمال وسرعة نظراً للعلاقة التي لا تنفك عن موضوع العشائر.
- 2 -
العرب البائدة
هؤلاء لم يعرف عنهم الا أسماؤهم وبعض الأخبار، وفيها ما هو ممزوج بخرافات واضافات ونظراً لبعد العهد عاد القطع في أخبارهم غير ممكن ...
قال مؤرخونا بعد تبلبل الألسن والتوزع في الأطراف كان نصيب أولاد ارم بن سام بن نوح (ع) (اللغة العربية) وهؤلاء هاجروا الى جزيرة العرب على الرأي الأول المستند الى التوراة وشراحها، أو أنهم كانوا في الأصل سكان جزيرة العرب ... ومهما كان فيقال انه من أولاد ارم تألفت (العرب البائدة) وتسمى أيضاً (العرب العاربة) كما عليه أهل الأنساب وغيرهم. فصار كل واحد من هؤلاء جد قبيلة. ويقال لهؤلاء (العرب الأولى) أيضاً وفي الحقيقة لا يدرى ما كان يدعى به هؤلاء القوم. وإنما التسمية بعرب - كما يظهر من النصوص التاريخية - حادثة وقعت بعد أن تكوّن أولاد يعرب، أو كما يقول النسابة: العرب ضد العجم، من أعرب عن نفسه أي أوضح عنها، وأعرب في كلامه أي فصح فيه، ومن هذا الأيم تعرب عن نفسها. الخ وقالوا عن العرب العاربة عاد وثمود في الدهر الأول وهم الذين تحولت ألسنتهم الى العربية حيث تبلبلت الألسن، تبلبل منهم عاد وثمود وطسم وجديس قبائل درجوا. الخ (1) وهذه قبائلهم المعروفة: 1 - عاد. ومنهم العمالقة. سكنوا اليمن وأرسل عليهم هود (ع) .
2 - ثمود. أقامت بين الشام والحجاز. ونبيهم صالح (ع) .
3 - طسم. نزلوا عمان والبحرين. وقال نشوان الحميري: كانوا باليمامة وهم ولد طسم بن لاوذ بن سام. كان لهم ملك جبار يقال له عمليق تصرف بقومه تصرفاً غير لائق فقتلته جديس هو وقومه فاستصرخ واحد منهم يقال له رياح حسان بن اسعد تبع فسار اليهم فقتلهم حتى افناهم.. (1) 4 - صحار. حلوا بين الطائف وجبلي طيء.
5 - جاسم. توطنت ما بين الحرم الى سفوان.
6 - وبار. اقاموا فيما وراء الرمل في البلاد التي تعرف بهذا الاسم.
قال نشوان الحميري: وبار اسم أرض كانت لعاد في مشارق اليمن وهي اليوم مفازة لا يسلكها احد لانقطاع الماء، يوجد بها قصور قد كستها الريح بالرمل ويقال انها كانت لأهل الرس وهم امة من ولد قحطان ... (2) 7 - جديس. سكنوا اليمامة. وهم ولد جديس بن غاثر (عابر) بن ارم ابن سام وهم اخوة ثمود واليمامة المرأة المعروفة في قوة نظرها منهم. ولاخبارها في هذا الحادث قصة ... (3) ان الطبري ومثله صاحب الأخبار الطوال (الدينوري) قد عينا مواقع هذه القبائل من الجزيرة.
والملحوظ ان هذه القبائل المنقرضة هي القبائل الكبرى المعروفة ولم يعلم عن الصغرى، والتي لم تكن لها علاقة أو ذكر على الألسن.. وهذه تاريخها غامض جداً، والتتبعات متضاربة في شأنها ... وسيتبين للقارئ ان بعض القبائل من العرب البائدة لا تزال بقاياها معلومة على ما هو شائع وإن كانت نسيت اسمها الأصلي أو تناسته ...
* * *
- 3 -
العرب المتعربة
اسم الکتاب : عشائر العراق المؤلف : العزاوي، عباس الجزء : 1 صفحة : 11