اسم الکتاب : عشائر العراق المؤلف : العزاوي، عباس الجزء : 1 صفحة : 103
يا عم يا مسجي الكبايل هدب شيح ... يا حامي الوندات (4) يوم الزحامي
جيف الفرس تركض على الكاع وتميح ... يا عاد ما يجعد صفاها (5) اللجامي
جيف الفرايش (6) تنهزع للمفاتيح ... ليا صار ما يركى عليها الابهامي
وهذا عبد الله بن تركي من آل سعود يخاطب آخر ويفتخر بحروبه ويلوم صاحبه قال:
وشعاد لو لبسك حرير تجره ... وانت مملوك الى حمر العتاري
الزاد سوالك سنام وسرّه ... من الذل شبعان من العز عاري
يوم كل من خويه تبرّه ... أنالي الأجرب (7) خوي مباري
نعم الصديج ولو سطا ثم جره ... يدعي مناعير النشامى حباري
من طول المسره سرى واستسره ... ويمدح مصابيح السرى كل ساري
قال محمد من الصكور:
يمزنه غره من الوسم مبدار ... بركج جذبني من بعيد رفيفه
كطعانّا ما يكبلن دمنة الدار ... يرعن صحاصيح الفياض النظيفة
وترعى بها كطعانّا غر وجهار ... وتربع بها العر النشاش الضعيفه
يبني عليها بنيه اللبن بجدار ... وعكب الضعف راحت ردوم منيفه
وترعى بذر الله ومتعب (1) ومشعان (2)
ومغيزل (3) يروي حدود الرهيفه
وحنه ترى هذا لك الله لنا كار ... وعن جارنا ما عاد نخفي الطريفه
واحد على جاره بخترى ونوار ... واحد على جاره صفات محيفه
وخطو الولد مثل النداوي لياطار ... وصيده جليل ولا يصيد الضعيفة
وخطو الولد مثل البليهي (4) لياثار ... وزود على حمله نكل حمل اليفه
وخطو الولد يبنش على موتة النار ... وعود على صفر تضبه جتيفه
والجار ليبده مجفي عن الجار ... وكل على جاره يعد الوصيفه
نرفي خماله رفيه العيش بالغار ... وندعي له النفس الجوية ضعيفه
من القصائد المقولة نعلم أوضاع البدو، وروحياتهم في حروبهم، وشعورهم مما تعين آدابهم في الغزو وهي غزيرة وفياضة جداً ... وهم عند الغلبة قد يلجأون الى ما يسمى ب (المنع) . وهذا يعني ان المنهزم أو المنهزمين قد يجدون أنفسهم في خطر فيكونون في (منع) أحد وجهاء الغانمين، ويتمكن هذا من اعطاء حق المنع لواحد فأكثر الى مائة ... ويدفع عنهم القتل إلا أنه تباح له خاصة أموالهم، ولا يستطيع أن يتعرض لهم أحد لمجرد أنهم دخلوا في منعه..وفي بعض الأحوال لا تقبل الدخالة، ولا يجري (المنع) اذا كان بين المتحربين تأثرات ووقائع مؤلمة أدت الى قاعدة (الطريح لا يطيح) فيقتل كل من استولوا عليه ... وهذا يجري حكمه في الحقوق المتقابلة وانتهاك حرمتها بين المتقاتلين ... و (المنع) في الغزو غير (الوجه) المعروف بين القبائل ...
4
- الصيد والقنص
البدوي اذا جاع افترس، واذا شبع لعب، واذا اصابه ضيم سهر، وعلى كل حال لا يهجع على حالة، ولا يستقر على رأي، ولا ينام على مكروه ... يترقب الأوضاع تارة، ويثير العداء تارة أخرى، ويغزو آونة ... فاذا قل عمله حارب الوحش، واتخذ الصيد، وطارد القنص ... وكأن حياته مشوبة بشغب، أو أنه خلق من زعازع ... لا يهدأ، ولا يطمئن بل الهدوء والطمأنينة خلاف طبعه وضد ما يلائمه ... ولهم في الحيوانات المفترسة وطريق قتلها والانتصار عليها حكايات لا تحصى ...
لا يستعصى عليه الصيد، وهو أسهل عليه، وأقرب الى متناوله ... وهو في حياته يكافح الصناديد فلا يبالي ان يدرك قنصه. والغالب أنه في غنى عنه، لا يقنص إلا ما هو مهم:
وشر ما قنصته راحتي قنص ... شهب البزاة سواء فيه والرخم
والبدو لا يميلون كثيراً للصيد العادي، ولا يقنصون إلا في أيام الربيع بقصد اللعب والأنس ... إلا أن صليب يغلب عليهم تعاطي الصيد اعتيادياً، ويتخذون الوسائل الغريبة للحصول عليه، وتراهم يطاردون الظباء، والنعام، والوعول، وحمار الوحش وسائر القنص الذي يستفيدون منه لحاجياتهم، تلحهم الضرورة اليها في الغالب.
وطيور الصيد لا يتعاطى البدو جميع أنواعها دائماً. والمعروف منها:
اسم الکتاب : عشائر العراق المؤلف : العزاوي، عباس الجزء : 1 صفحة : 103