responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أنساب الأشراف المؤلف : البلاذري    الجزء : 1  صفحة : 492
سمعت نفسا عاليا، ورأيت أمرا قبيحا، فأما ما ذكر هؤلاء فلا. فانتضى المغيرة السيف يريد أبا بكرة وصاحبيه. فقال: عمر: يا أعور أمسك، عليك لعنة الله/ 238/ وكانت عينه ذهبت يوم القادسية. ويقال يوم اليرموك. ثُمَّ أمر عمر بالثلاثة الَّذِينَ شهدوا، فضربوا. ودرئ عَن زياد حد القاذف، وعن المغيرة حد الزاني. وذلك في سنة سبع عشرة. وقال لَهُم عمر: توبوا. فتاب نَافِع وشبل، وقال أَبُو بكرة: والله لا أتوب من الحق، أشهد أَنَّهُ زان. فأراد عمر أن يحده ثانية. فقال لَهُ عَليّ: [لا تفعل، فإنك إن جعلتها شهادة، رجمنا المغيرة لأنه قد تمت عَلَيْهِ أربع شهادات.] فلم يجلده عمر. وحلف أَبُو بكرة أن لا يكلم زيادا أبدا.
وكان أبو بكرة رجلا صالحا.
991- قالوا: ولما قدم بسر بن أبي أرطاة القرشي، ثُمَّ العامري، البصرة وَكَانَ معاوية بعثه لقتل من خالفه واستحياء من بايعه أخذ بني زياد، وهم غلمان- عُبَيْد الله، وسلما، وعبد الرحمن، والمغيرة وبه كَانَ يكنى زياد، وجربا- وزياد يومئذ متحصن فِي قلعة بفارس، تعرف بقلعة زياد، (وزياد) مخالف لمعاوية، وَذَلِكَ قبل أن يدعيه معاوية. فقال: والله لأقتلنكم أو ليأتيني زياد أَبُوكم. ثُمَّ صعد المنبر، فذكر عليا بالقبيح وشتمه وتنقصه، ثُمَّ قَالَ: أيها الناس أنشدكم بالله، أما صدقت؟ فقال أَبُو بكرة: إنك تنشد عظيما، والله ما صدقت ولا بررت. فأمر بأبى بكرة، فضرب حَتَّى غشي عَلَيْهِ. فأفاق وابنه عبد الرحمن بن أبى بكرة قاعد عند رأسه، فقال لَهُ: يا أبة، ألم تعلم أن القوم أعداء الرجل؟
فقال: «يا بني، لعلك تظن أن أباك قَالَ هذه المقالة رغبة مِنْه فِي عَليّ؟ والله لأن أكون ذبابا أنتقل عَلَى الجيف أحب إليّ (من) أن أدخل فيما دخل فيه عَليّ ولكنه قَالَ فِيهِ غير الحق، وسألنا بالله: «أما صدقت؟» فأخبرناه أَنَّهُ لَمْ يصدق.
وأن عليا غير مطعون عَلَيْهِ فِي بطن ولا فرج ولا نسب ولا سابقة. وو الله ما ميتة أحب إلي من ميتة عند كلمة حق تخرج من فِي» . ثُمَّ إن بسر بن (أبى) أرطاة حبس بني زياد، وكتب إلى أبيهم يعلمه أنه (إن) لَمْ يقدم صلبهم. فخرج أَبُو بكرة إلى معاوية، فكلمه فِي أن يؤمنهم ففعل، وكتب إلى بسر بذلك. فلما أورد أَبُو بكرة كتابه، أطلقهم بسر. وكان قدوم أبي بكرة على معاوية بالكوفة.

اسم الکتاب : أنساب الأشراف المؤلف : البلاذري    الجزء : 1  صفحة : 492
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست