responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أنساب الأشراف المؤلف : البلاذري    الجزء : 1  صفحة : 460
[خولة بنت الهذيل بن هبيرة الثعلبى]
930- وخطب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم خولة بنت الهذيل بن هبيرة الثعلبى.
فلما حملت إِلَيْهِ، هلكت فِي الطريق قبل وصولها إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم.
[شراف، أخت دحية بن خليفة الكلبى]
931- وشراف، أخت دحية بن خليفة الكلبي. هلكت أيضا قبل دخولها عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسلم.
[ضباغة بنت عامر بن قرط بن سلمة]
932- وكانت ضباغة بِنْت عَامِر بْن قرط بْن سَلَمَةَ بْن قشير بن كعب بن ربيعة بن عمير بن صعصعة عند عَليّ الحنفي [1] . أبي «هوذة» ، وهلك. فورثته مالا.
فتزوجها عبد اللَّه بن جدعان التيمى، فلم تلد منه. فسألته الطلاق، فطلقها.
فتزوجها هِشَام بْن الْمُغِيرَةِ، فولدت لَهُ سلمة بن هِشَامٍ، وَكَانَ من خيار المسلمين.
وكانت موصوفة بالجمال. فخطبها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى سلمة.
فقال: استأمرها. فقالت: أفي رَسُول اللَّه تستأمرني؟ ثُمَّ بلغ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنها كبرة وتغير، فأمسك عنها. وهي التي طافت [2] حول الكعبة عريانة ولم تجد ثوب حرمي تستعيره ولا تكتريه فقالت [3] :
اليوم يبدو بعضه أو كله ... وما بدا مِنْه فلا أحله

[1] خ: الخثعمى.
[2] خ: كانت.
[3] بلدان ياقوت مكة، وزاد بيتا. إن طواف النساء عريانة لم يكن أمرا معتادا، وما حدث لضباعة أمر استثنائى، فقد ذكر «الهيثم وابن الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن المطلب بن أبى وداعة أن المطلب حدث ابن عباس، قال: كانت ضباعة بِنْت عَامِر بْن قرط بْن سَلَمَةَ بن قشير بن كعب تحت هوذة بن على بن ثمامة الحنفي. فهلك، فأصابت منه مالا كثيرا. ثم رجعت إلى بلاد قومها. فخطبها عبد اللَّه بن جدعان التيمى إلى أبيها. فزوجه إياها.
فأتاه ابن عم لها، يقال له حزن بن عبد اللَّه بن سلمة بن قشير، فقال: زوجني ضباغة. قال:
قد زوجتها ابن جدعان. قال: فحلف ابن عمها أن لا يصل إليها أبدا، وليقتلنها دونه. قال:
فكتب أبوها إلى ابن جدعان يذكر ذلك. فكتب إليه ابن جدعان: واللَّه لئن فعلت هذا لأرفعن لك راية غدر بسوق عكاظ. فقال أبوها لابن عمها (ا) : قد جاء من الأمر ما قد ترى، فلا بد من الوفاء لهذا الرجل. فجهز وحملها إليه. وركب حزن في إثرها، وأخذ الرمح، فتبعها حتى انتهى إليها. فوضع السنان بين كتفيها، ثم قال: يا ضباعة، أقوم يقتنون المال تجرأ أحب إليك أم قول حلول؟ قالت: لا، بل قوم حلول. قال: أما واللَّه، أن لو قلت غير هذا، لأنفذته من بين ثدييك. ثم انصرف عنها، وهديت إلى ابن جدعان. فكانت عنده ما شاء اللَّه أن تكون. قال: فبينا هي تطوف بالكعبة، وكان لها جمال وشباب، إذ رآها هشام بن المغيرة المخزومي. فأعجبته. فكلمها عند البيت. فقال: لقد رضيت أن يكون هذا الشباب والجمال عند شيخ كبير، فلو سألته الفرقة، لتزوجتك. وكان هشام رجلا جميلا مكثرا. قال: فرجعت إلى ابن جدعان، فقالت: إنى امرأة شابة، وأنت شيخ كبير. فقال لها: ما بدا لك في هذا؟
أما إنى قد أخبرت أن هشاما كلمك وأنت تطوفين بالبيت. وانى أعطى الله عهدا ألا أفارقك حتى تحلفي ألا تتزوجي هشاما، فيوم تفعلين ذلك، فعليك أن تطوفى بالبيت عريانة، وأن تنحرى كذا وكذا بدنة، وأن تغزلى وبرا بين الأخشبين من مكة. وأنت من الحبس، ولا يحل لك أن تغزلى الوبر. قال الهيثم: والحمس قريش وكنانة وخزاعة ومن ولدت قريش من أفناء العرب.
فأرسلت إلى هشام تخبره بالذي أخذ عليها، فأرسل إليها: أما ما ذكرت من طوافك بالبيت عريانة، فإنى أسأل قريشا أن يخلوا لك المسجد، فتطوفى قبل الفجر بسدفة من الليل فلا أحد (يراك) . وأما الإبل التي تنحرينها، فلك الله أن أنحرها عنك. وأما ما ذكرت من غزل الوبر، فإنها دين وضعه نفر من قريش ليس دينا جاءت بالنبوة. وفي رواية، أنه قال لها:
لي جوار كثيرة، يغزلن لك ما بين الأخشبين- فقالت لعبد الله بن جدعان: نعم، لك أن أصنع ما قلت، وأخذت على إن تزوجت هشاما. فطلقها. فتزوجت هشاما. فكلم هشام قريشا.
وسألهم أن يخلوا لها المسجد. قال الكلبى: فقال المطلب بن أبى وداعة: فكنت غلاما من غلمان قريش، فأقبلت من باب المسجد وأنا أنظر إليها. فوضعت ثيابها، وطافت بالبيت أسبوعا وهي تقول:
اليوم يبدو نصفه أو كله ... وما بدا منه فلا أحله
حتى فرغت. ونحر عنها ما ذكرت من الإبل، وغزلت ذلك الوبر، فولدت لهشام سلمة بن هشام فكان من خيار المسلمين. قال: فبينا هي ذات ليلة قائمة إذ سمع هشام صوت صائحه، فقال:
ما هذا؟ فقيل: عبد الله بن جدعان التيمى مات. فقالت ضباعة: لنعم زوج العربية كان.
فقال هشام: أى والله، وابنة العم القريبة. ثم مات هشام بعد ذلك عنها. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبها إلى ابنها سلمة بن هشام، فقال: يا سلمة، زوجني ضباعة. فقال:
حتى استأمرها يا رسول الله. فاستأمرها، فقال: يا ضباعة إن رسول الله خطبك إلى. قالت:
ويلك، فما قلت له؟ قال: قلت حتى أستأمرها. قالت: أستأمرنى في رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قبح الله رأيك، ارجع لا يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بدا له. قال:
فجاء وقد ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم (عنها) كبرة. فقال: يا رسول الله قد استأمرت فأمرتنى أن أفعل. قال: فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم.» « (كتاب المنمق لابن حبيب، مخطوطة لكهنو بالهند، ص 173- 176) .
اسم الکتاب : أنساب الأشراف المؤلف : البلاذري    الجزء : 1  صفحة : 460
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست