responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أنساب الأشراف المؤلف : البلاذري    الجزء : 1  صفحة : 309
عَلَى بغيهم ومجاهرتهم بكفرهم إذ جاءت امْرَأَة كانت تحت رَجُل من الأنصار إلى سوق بني قينقاع، فجلست عند صائغ منهم فِي أمر حليّ لها. فجاء رَجُل من بني قينقاع، فجلس من ورائها، وهي لا تشعر، فحلّ درعها إلى ظهرها، بشوكة. فلما قامت تكشفت وبدت عورتها، فضحكوا منها. فقام إِلَيْه رَجُل من المسلمين، فأتبعه فقتله. فتعادوا عَلَى الرجل المسلم، فقتلوه ونبذوا العهدَ إلى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فنزل فيهم: وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ) [1] . وروى أيضًا أن الآية نزلت فِي بني قريظة. فسار إليهم، وَقَدْ تحصّنوا فِي حصنهم. فحصرهم خمس عشرة ليلة. ثُمَّ إنهم نزلوا عَلَى حكمة، فأمر بهم فرُبطوا. واستعمل عَلَى ربطهم وكتافهم المنذر بن قدامة السلمي. فأتى ابْنُ أبيّ المنافق رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأدخل يده فِي جيب درعه من خلفه، وقَالَ: يا مُحَمَّد أحسن إلى مواليّ. [فَقَالَ لَهُ: ويلك أرسلني،] وكان قَدْ ضمه إِلَيْه. فَقَالَ لَهُ: «أتريد أن تحصد أربع مائة دارع وثلاث مائة حاسر، منعوني يَوْم الحدائق ويوم بعاث، فِي ساعة؟
أما تخشى يا مُحَمَّد الدوائر؟» [فقال: خلوهم، لعنهم اللَّه ولعنه معهم.] وأعفاهم من القتل، وأجلاهم إلى الشام. فنزلوا أذرعات. فلم يلبثوا إلا قليلا حتَّى هلكوا.
وقبض رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أموالهم. وكانوا صاغة، لا أرضين لهم.
وكان الَّذِي أخذ من سلاحهم ثلاث قسيّ: قوسًا تدعي «الكتوم» ، كسرت يَوْم أحد، وأخرى تدعي «الروحاء» ، وأخرى تدعي «البيضاء» ، ودرعين:
درعا يقال لها «السعدية» ، وأخرى يُقال لها «فضَّة» ، وثلاثة أسياف: سيفا قلعيا، وآخر يُقال لَهُ «بتار» ، وآخر لم يسمّ [2] / 147/ وثلاثة أرماح:
ووُجد فِي حصونهم سلاح كَثِير، وآلة من آلات الصياغة. فأعطى سعدَ ابن مُعَاذِ درعا من دروعهم المذكورة. وأعطى مُحَمَّد بْن مسلمة درعًا أخرى.
وكان خَلِيفَةُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر أيضا.

[1] القرآن، الأنفال (8/ 58) .
[2] ولكن راجع فيما بعد باب سلاح رسول الله حيث سماه «الحتف» .
اسم الکتاب : أنساب الأشراف المؤلف : البلاذري    الجزء : 1  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست