اسم الکتاب : أنساب الأشراف المؤلف : البلاذري الجزء : 1 صفحة : 29
طائفة منهم بناحية البحرين. فخرجت عبد القيس، ومعهم بنو شن بْن أفصى بْن دعمى بْن جديلة [1] بْن أسد بن ربيعة، تطلب المتسع حتى بلغوا هجر وأرض البحرين. فرأوا بلدا استحسنوه ورضوه. فضاموا من به من إياد والأزد، وشدّوا خبلهم بالنحل. فقالت إياد. عرف النحل أهله. فذهبت مثلا. واجتمعت عبد القيس والأزد على إياد، فأخرجوا عن الدار فأتت العراق. وكانت بنو شن أشدهم عليهم. فقال الشاعر:
وأفق شن طبقه ... وافقه فاعتنقه
وفاة نزار:
55- وحدثني عَبَّاس بْن هشام، عن أَبِيهِ، عن جَدِّهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عُمَيْرَةَ الْكِنْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
لَمَّا حَضَرَتْ نِزَارًا الْوَفَاةُ أَوْصَى بَنِيهِ- وَهُمْ مُضَرُ، وَرَبِيعَةُ، وَإِيَادٌ، وَأَنْمَارٌ- بِأَنْ يَتَنَاصَفُوا. فَقَالَ: قُبَّتِي الْحَمْرَاءُ، وَكَانَتْ مِنْ أَدَمٍ، لِمُضَرَ.
فَقِيلَ مُضَرُ الْحَمْرَاءُ. وَهَذَا الْخِبَاءُ الأَسْوَدُ وَفَرَسِي الأَدْهَمُ لِرَبِيعَةَ. فَسُمِّيَ رَبِيعَةُ الْفَرَسَ. وَهَذِهِ الْجَارِيَةُ لإِيَادٍ. وَكَانَتْ شَمْطَاءَ، فَقِيلَ إِيَادٌ الشَّمْطَاءُ وَالْبَرْقَاءُ. وَهَذَا الْحِمَارُ لأَنْمَارٍ. فَقِيلَ أَنْمَارُ الْحِمَارِ. وفيه يقول الشاعر:
نزار كان أعلم إذ تولّى ... لأنّ بَنِيهِ أَوْصَى بِالْحِمَارِ
قال ابن الكلبي: واختلف بنو نزار في قسمة ما ترك أبوهم. فشخصوا إلى الأفعى بن الحصين، وهو بنجران. فبيناهم يسيرون إذ رأى مضر كلأ مرعيا، فقال: لقد رعاه بعير أعور. قال ربيعة: وهو أيضا أزور. وقال إياد: وهو أيضا أبتر. وقال أنمار: وهو أيضا شرود. فلم يسيروا إلا قليلا حتى لقيهم رجل توضع به راحلته يسأل عن بعير. فقال مضر: أهو أعور؟ قال: نعم.
قال ربيعة: أهو أزور؟ قال: نعم. قال إياد. أهو أبتر؟ قال: نعم. قال أنمار: أهو شرود؟ قال: نعم، قال: وأنتم والله تعلمون مكان بعيري، [1] خ: حدفلة.
اسم الکتاب : أنساب الأشراف المؤلف : البلاذري الجزء : 1 صفحة : 29