اسم الکتاب : أنساب الأشراف المؤلف : البلاذري الجزء : 1 صفحة : 210
فضفاضة [1]- وسيفا، وبيضة. وكان اللذان خرجا في فدائه أخاه خالد ابن الوليد، وأخاه هشام بن الوليد. فلما افتدي وتخلص، أسلم ورجع إلى مكة، وقال: ما منعني من الإسلام حين أسرت، وقد تبينت الحق، إلا أن يقال «أسلم الوليد فرارا من الفداء» . ثم إن أخويه حبساه بمكة مع عياش ابن أبي ربيعة وسلمة بن هشام. فلم يزل يحتال حتى أفلت من وثاقه، وخرج حتى أتى المدينة. وقد طلب، فلم يلحق، وستر اللَّه عليه فلم يعرف أخواه له أثرا. فسأله رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سلمة وعياش. فقال: تركتهما في ضيق. وكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يدعو لهما ولضعفة المسلمين قبل إسلام الوليد. ثم دعا للوليد أيضًا. [فَقَالَ رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم: انطلق يا وليد حتى تنزل فلان القين فإنه قد أسلم وأخلص، فتستخفي عنده وتلطف لأخبار عياش وسلمة/ 96/ وتعلمهما أنك رسولي وأنى آمرهما بالتلطف للخروج إلي، فإن اللَّه سيعينهما وييسر ذلك لهما، فقد أذن في خلاصهما.] قال الوليد: ففعلت. وسهل اللَّه أمرهما حتى خرجا. وكانا جميعا موثقين، رجل هذا مع رجل صاحبه في قيد واحد. وخرجت أسوق بهما مخافة الطلب والفتنة، حتى انتهيت إلى ظهر حرة المدينة. فعثرت، فانقطعت أصبعي.
فقلت [2] :
هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل اللَّه ما لقيت
ثم مات بالمدينة بعد قليل. فقالت أم سلمة بنت أمية زوج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم [3] :
يا عين فابكي للولي ... د ابن الوليد بن المغيرة
مثل الوليد بن الولي ... د أبى الوليد فتى العشيرة [1] أى المتسعة. [2] مصعب الزبيري، ص 324، ابن سعد، 4 (1) / 98، 99، الاستيعاب، كنى الرجال رقم 33 أبو الأسود، وعزاه إلى رسول اللَّه، ابن هشام، ص 321. [3] مصعب، ص 329، ابن سعد، 4 (1) / 98- 99، الاستيعاب رقم 1665 عبد اللَّه بن الوليد، ورقم 6689، الوليد بن الوليد.
اسم الکتاب : أنساب الأشراف المؤلف : البلاذري الجزء : 1 صفحة : 210