أمر أبي أحيحة
293- وكان أبو أحيحة سعيد بن العاص بن أمية يقول: دعوا محمدا ولا تعرضوا له. فإن كان ما يقول حقا، كان فينا دون غيرنا من قريش. وإن كان كاذبا، قامت قريش به دونكم. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر به. فيقول:
إنه ليكلم من السماء، حتى أتاه النضر بن الحارث. فقال له: إنه يبلغني أنك تحسن/ 64/ القول في محمد، وكيف ذلك وهو يسب الآلهة، ويزعم أن آباءنا في النار، ويتوعد من لم يتبعه بالعذاب؟ فأظهر أبو أحيحة عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذمه، وعيب ما جاء به، وجعل يقول: ما سمعنا بمثل ما جاء به، لا في يهودية ولا نصرانية.
293- وكان أبو أحيحة ذا شرف بمكة. وقويت أنفس المشركين حين رجع عن قوله الأول. وأتاه النضر شاكرا له على ذلك، لإعظام قريش إياه. وَكَانَ إِذَا اعتم، لَمْ يعتم أحد بمكة بعمامة على لون عمامته إعظاما له. فكان يدعى «ذا التاج» . وفيه يقول أبو قيس بن الأسلت، واسمه صيفي بن عامر بن جشم [3] ، من الأوس:
وكان أبو أحيحة قد علمتم ... بمكة غير مهتضم ذميم [1] القرآن، النحل (16/ 103) . [2] القرآن، الفرقان (25/ 4- 5) . [3] خ: جثيم. (والتصحيح عن ابن هشام، ص 39) .
اسم الکتاب : أنساب الأشراف المؤلف : البلاذري الجزء : 1 صفحة : 141