اسم الکتاب : أنساب الأشراف المؤلف : البلاذري الجزء : 1 صفحة : 133
أمر الوليد بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مخزوم بن يقظة، وأبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية.
272-/ 60/ قالوا: كان الوليد يكنى أبا عبد شمس، وهو العدل، وهو الوحيد. وإنما سمي العدل لأنه يقال إنه يعدل قريشا كلها. ويقال: إن قريشا كانت تكسو الكعبة، فيكسوها مثل ما تكسوها كلها.
273- وكان جمع قريشا في دار الندوة، ثم قال لهم: يا قوم، إن العرب يأتونكم أيام الحج فيسألونكم عن محمد، فتختلفون: يقول هذا: «ساحر» ، ويقول هذا: «شاعر» ، ويقول هذا: «مجنون» ، ويقول هذا: «كاهن» ، والناس يعلمون أن هذه الأشياء لا تجتمع. فقالوا: نسميه شاعرا؟ قال الوليد: قد سمعتم الشعر وسمعناه، فما يشبه ما يجيء شيئا من ذلك. قالوا: فكاهن؟ قال:
صاحب الكهانة يصدق ويكذب، وما رأينا محمدا كذب قط. قالوا: فمجنون؟
قال: المجنون يخنق، ومحمد لا يخنق. ثم مضى الوليد إلى بيته. فقالوا: صبأ.
فقال: ما صبأت، ولكني فكرت فقلت: أولى ما سمي به ساحر لأن الساحر يفرق بين المرأة وزوجها، والأخ وأخته. فنادوا بمكة: إن محمدا ساحر.
فنزلت فيه: «ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً» إلى قوله «تِسْعَةَ عَشَرَ [1] » . فقال أبو الأسدين، واسمه كلدة بن أسيد بن خلف الجمحي: أنا أكفيكم خمسة على ظهري، وأربعة بيدي، فاكفوا [2] بقيته. فأنزلت. «وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا [3] » .
274- وقال الوليد: لئن لم ينته محمد عن سب آلهتنا، لنسبن إلهه. فقال أبو جهل: نعم ما قلت. ووافقهما الأسود بن عبد يغوث، وهو ابن خال رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فنزلت: «وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ [4] » . [1] القرآن، المدثر (74/ 11- 30) . [2] خ: فاكفوك. (لعله: فاكفوني) . [3] القرآن، المدثر (74/ 31) . [4] القرآن، الأنعام (6/ 108) .
اسم الکتاب : أنساب الأشراف المؤلف : البلاذري الجزء : 1 صفحة : 133