اسم الکتاب : الأنساب المؤلف : الصحاري الجزء : 1 صفحة : 24
قال: ومن ولد يافث بن نوح ملوك الأعاجم كلها من الترك والخزر وغيرهم، والفرس الذين آخر من مَلِكِ منهم يَزْدَ جْرد بن شَهْريَار ابن أبْرَوِيز، ونسبه ينتهي إلى جومر بن يافث بن نوح قال ويقال أن قوما من ولد لاوذ بن سام ابن نوح وغيره من اخواته نزعوا إلى جوهر هذا بن يافث فدخلهم جومر هذا في نعمته ومُلْكَه. وأن منهم ماذي بن يافث وهو الذي تنْسَب إليه السُّيوف الماذَية، قال: وهو الذي يقال إن كيرش الماذوي من وَلَدِه. قال ونزل بنو يافث الصفون مجرى الشمال، والصَبَا وأخلى الله أرضهم، فاشتد بَرْدَها، وأخلى الله سَمَاءَهم فليس يجري فوقهم شيء من النجوم السبعة الجارية، لأنهم صاروا تحت بِنَات نَعشْ والجَدْي. والفَرْقَدَيْن. وابْتُلُوا بالطاعون، فجعل الله فيهم الحُمْرَة والَّشقْرَة، وعِظَم الوجه وصِغَرَ العينين.
ونزل بنو حام مَجْرِى الجَنُوب والدَّبُور، ويقال لتلك الناحية الدَّارُوم، وجعل فيهم أدْمَة وبَيَاضاً قليلا، وأعمرهم بلادهم، ورفع عنهم الطاعون، وجعل أرضهم الأثل والأراك والعُشَرة والغاف والنخل، وجرت الشمس والقمر سمائهم.
ونزل بنو سام المَجْدل سُرّة الأرض وهو وسطها الحَرَمُ وما حوله. وهو بين المَقْدِس والنِّيل ودجْلَة والفُرات وسَيَّحان وجَيَّحان وفيشوُن، وذلك ما بين فيشون شرقي النيل، وما بين مَنْخَر ريح الجنوب إلى منحر الشمال، وما بين ساتيل ما البحر، وما بين اليمن والشام، واليمن كله وحَضَرَمَوْت إلى عمان إلى البحرين إلى عدن وبيرين ووَبَار، والدُّو، والدَّهْناء. وكانت أخصب بلاد العرب. لأن نوحا عليه السلام كان قد قَسَّم الأرض في حياته بين أولاده الثلاثة سام وحام ويافث، فكان أولاد سام ينزلون هذه البلاد، وجعل الله فيهم النُّبُوّة والكتاب والجمال والأدمة والبيَاض فيهم.
وقيل إن الروم بنو ليطن بن يونان بن يافث ابن نوح وقيل بل هم من ولد سام ولد العيض بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، وقد ذكرنا شأن حام ويافث ابن نوح وولدهما، وشيء من أخبارهما يأتي فيما بعد.
ونحن الآن نرجع إلى سَام بن نوح وولده كما اشترطنا في كتابنا إن شاء الله تعالى.
ذكر سام بن نوح وولده
ونكح سام بن نوح صليب بنت بتاويل بن مخويل بن أخنوخ بن قابيل بن آدم فولدت له نفرا: أرْفَخْشَذ بن سام. ويقال أرفخشاذ وأشوذ بن سام، ولا وذبن سام، وعويلم بن سام. وفي موضع عليم بن سام - وإرَم بن سام. ولا أدري إرح لأم ارفخشذ وإخوته ام لا فمن ولد سام بن نوح الأنبياء والرُّسُل، وخِيَارُ الناس، والعرب كلها، والفراعنة بمصر.
وكان سام بِكْرَ أبيه نوح، وكان مقامه بِمكةَ، وقيل إن نوحا دَعا لابنه سام بأن يكون الأنبياء والرسلُ من ولده، ودعا ليافث بإن يكون المُلُوك من وَلَدِه، وبدأ بالدعاء ليافث وقدّمه على سام، ودعا على حام أن يتغَّير لَوّنُه ويكون ولده عبيداً لَوَلد يافث وسام.
قال: وذكر في الكتب أنه رَقّ على حام بعد ذلك فدعا له بأن يُرْزَق الرَّحمة من اخوته، ودعا من ولد ولده لكوش بن حام، ولحامر بن يافث بن نوح: وذلك أن عِدة مِنْ وَلَد الوَلَدِ لَحِقوا نوحاً فخدموه كما خدمه ولدُه لِصُلْبه فدعا لِعدَّة منهم.
عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولد لنوح سّام وحَام ويافث. فولد سام العربَ وفارس والروم، والخَيْرُ فيهم، وولد يافث يأجوج ومأجوج والترك والصَّقَالَبة، فلا خير فيهم، وولد حام القبط والبَرْبَر والسُّوَدان.
حدثنا عبد الله بن أيوب بن حيان القرشي قال، حدثنا يونس الأيلي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيُّب قال: ولد لنوح ثلاثة: سام وحام ويافث، فولد كل واحد منهم ثلاثةً. يعني من الأمم. وولد سام العرب وفارسَ والرومَ وكلهم فيهم الخير، وولد حامُ البَرَابِرَ والقِبْط والسُّوَدان وفيهم خيرٌ وشَرَّ. وولد يافث يأجوج ومأجوج والصَّقَالِبة، وليس فيخم خَيْر.
وقال الحسن بن محمد حدثنا شيبان، عن قتادة، عن سَمُرَة ابن جُنْدب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم ".
وروى عن ابن عباس أنه قال: العرب والفرس، والِّبط، والسند والهند، والبند من ولد سام بن نوح.
اسم الکتاب : الأنساب المؤلف : الصحاري الجزء : 1 صفحة : 24