responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنساب المؤلف : الصحاري    الجزء : 1  صفحة : 219
ثم إن رجلا منهم أسره وهو لا يعرفه، فجعله في نعمة، فخلا بابنته يوما، فأهوى ليقتلها، فلطمت وجهه، وهربت إلى أبيها فأخبرته، فجاء اليه أبوها مزمعا على قتله، فسمعه يترنم ويقول:
ألا هل أتى الفتيان قومي شناعة ... بما لطمت تلك الفتاة جهينها
ولو علمت تلك الفتاة مناصبي ... ونسبتها ظلت تقاصر دونها
فلما سمع أبوها قوله، قال له: يا ابن أخي من أنت؟ قال الشنفري: أنا الشنفري.
قال: قد برحت بقومك واسعت على حربهم بأعدائهم، ولولا إني أخاف أن يقتلوني لأنكحتك.
قال الشنفري كان قتلوك، قتلت منهم مائة رجل ز فأنكحه ابنته، وخرج معه، فعلم قومه بذلك، فقتلوا أباها، فبلغ ذلك الشنفري وامرأته. فجعل لا يظهر لها الجزع على أبيها، غير أنه يصنع النبل يبريها ويريشها، ويجعل فواقها من القرون والعظام. فقالت له: لقد خيب الله ظن أبي يوم أنكحك اياي. فأنشأ الشنفري يقول:
كان قد فلا يغررك مني تمكني ... سلكت طريقا بين مريع فالسرد
وأني زنيم أن نثور عجاجة ... على ذي كساء من سلامان أو لبد
ثم قال بقومه:
أقيموا بني أمي صدور مطيكم ... فإني إلى أهل سواكم لأميل
فقد حمت الحاجات والليل مقمر ... وشدت لطاتي مطايا وارحل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ ... سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل
ولست بمختار الظلام إذا نجت ... هدى الهوجل العسيف بهما هوجل
إذا الأمعز الصوان لاقى مناسمي ... تطاير منه قادح ومفلل
اذيل مطايا الجوع حتى اميته ... واضرب عنه الذكر صفحا فيذهل
أقيموا بني أمي صدور مطيكم ... فإني إلى قوم سواكم لأميل
فقد حّمت الحاجات والليل مقمر ... وشدت لطيات مطايا وأرحل
وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى ... وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما في الأرض ضيق على امرئ ... سري راغبا أو راهبا وهو يعقل
ولي دونكم أهلون سيد عملسُ ... وارقط زهلول وعرفاء جّيل
هم الأهل لا مستودع السر ذائع ... لديهم ولا الجاني بما جرّ يخذل
ولكنني باسل غير أنني ... إذا عرضت أول الطرائد أبسل
وان مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن ... بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل
وما ذاك الا بسطة عن تفضّل ... عليهم وكان الأفضل المتفضل
واني كفاني فقد من ليس جازيا ... بحسنى ولاقى قمر به متعلل
ثلاثة أصحاب فؤاد مشيع ... وأبيض أصليت وصفراء عيطل
هتوف من المزن المتون يزينها ... رصايع قد نيطت اليها ومحمل
إذا زل عنها السهم حنت كأنها ... مرزّاة ثكلى ترنّ وتعول
ولست بمهياف يُعشى سوامه ... مخدعه سيقانها وهي بهَّل
ولا جُياءٍ أكهى مُربّ بعرش ... يطالعها في شأنه كيف يفعل
ولا خرق هيق كأن فؤاده ... يظل به المكاء يعلو ويسفل
ولا خالف داريّة متغزّل ... يروح ويغدو داهنا يتكحل
ولست بعلّ شرّه دون خيره ... الفّ إذا ما رعته اهتاج أعزل
ولست بمجيار الظلام إذا نحت ... هدى الهوجل العسيف يهماء هوجل
إذا الأمعر الصوان لاقى مناسمي ... تطاير منه قادح ومفلل
أديم مطال الجوع حتى أميته ... واضرب عنه الذكر صفحا فأذهل
أديم مطال الجوع حتى أميته ... واضرب عنه الذكر صفحا فأذهل
واستف ترب الأرض كيلا ترى له ... عليّ من الطول امرؤ متطوّل

اسم الکتاب : الأنساب المؤلف : الصحاري    الجزء : 1  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست