اسم الکتاب : الأنساب المؤلف : الصحاري الجزء : 1 صفحة : 170
اثبت لقدم بطل مصمصم ... إذا دعي القرن لم يحجم
يمشي اليه مشي الضيغم ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه، فضربه مهران على هامته بالسيف فنبا السيف على البيضة، وضربه المثنى على منكبه فسقط ميتا، فلما نظرت العجم إلى رئيسهم ميتا ألقى الله في قلوبهم الرعب. فانهزموا على وجوههم، فاتبعهم عبد الله بن سليم، وعروة بن زيد الخيل، والمثنى بن حارثة في زهاء ألف رجل من العرب، فلم يعرجوا على غنيمة ولا غيرها فقطعوا من العجم زهاء ثلاثة آلاف رجل، فصاروا في ايديهم أسرى، ومضى بقية العجم بالركض الشديد حتى لحقوا المدائن، وبات المسلمون يعصبون الجراحات ويدفنون قتلاهم، وقد استولوا على ما كان من اموال العجم، وسوادهم. وفي ذلك يقول عروة بن زيد الخيل بن مهلهل الطائي: ط
هاجت لعروة دار الحسن أحزانا ... إذ بدلت بعد عبد القيس همدانا
وقد دابى بها والشمل مجتمع ... أدرى بجبلة يردي جيش مهرانا
غداة سار المثنى بالخيول لهم ... فقتل القوم رجالا وركبانا
سما لأجناد مهران على مهل ... حتى ابادهم مثنى ووحدانا
ما رأيت أميرا بالعراق مضى ... قبل المثنى الذي من آل شيبانا
ان الأمير المثنى يوم بارزه ... مهران أشجع من ليث بخفانا
فتزعم بجيلة وسائر اليمانية أن الأمير كان في هذه الوقعة جرير بن عبد الله البجلي، وقالت ربيعة بل المثنى بن حارثة الشيباني، لما ورد سبيع بن زهير البجلي برسالة جرير بن عبد الله البجلي. والبشرى بالفتح إلى عمر بن الخطاب، بما فتح الله على يده، وبقتل المرزبان؛ جعل الناس يقولون لسبيع ما تركت وراءك يا سبيع قال: تركت بجيلة يهيلون الذهب هيلا، فكبر الناس، وكبر عمر رحمه الله مرارا، وحمد الله وحرض الناس على اللحاق بجرير بن عبد الله البجلي. وفي ذلك يقول عبيد بن عمرو البجلي:
تلك بجيلة قومي ان سألت بهم ... قادوا الجياد وفضوا جمع مهرانا
فسائل الجمع يوم القادسية عن ... قومي ومن شهد اليرموك عينانا
وبالبجيلة قد لاقوا كتائبها ... رجلا يسيل بهم سيلا وفرسانا
فهزم الله جمع المشركين بهم ... يوما دوائر شيطانا فشيطانا
ثم كان على وقعة مهران وقعة القادسية، وقد اتينا بشرحها مستقصاة عند اخبار عمرو بن معدي كرب في أنساب مذحج عند ذكر زبيد من هذا الكتاب.
بشير بن جرير بن عبد الله البجلي
ومن ولد جرير بن عبد الله البجلي، بشير بن جرير كان أحد قواد المهلب في حرب الأزارقة. وكان ولد اقصى بن بدير بن قشر إذا نزل بهم نازل عمدوا إلى ماله فحبسوه ودفعوه إلى رجل يرضونه لأمانته وعانوه من اموالهم ما قام بين أظهرهم، فاذا ظعن ادوا اليه ماله، ورحلوا معه، فإن مات ودوه وان قتل طلبوا دمه، فان سلم الحقوه بأمته، ففي ذلك يقول عمر بن الختارم:
إلا من كان مغتربا فإني ... لغربته على أقصى دليل
يعينون الغنى على غناه ... ويثرى في جوارهم القليل
ومن أخمس بن الغوث بن بجيلة كلب بن عمرو بن لؤي بن زهير بن معاوية بن أسلم بن أخمس.
ومنهم قيس بن أبي حازم الفقيه، واسم أبي حازم عوف بن الحارث ولد معاوية بن أسلم بن أخمس.
ومنهم ابو كابل، واسمه قيس بن عايد المحدث، وله صحبة.
ومنهم طارق بن شهاب المحدث.
ومنهم أبو الطفيل، واسمه سبل بن عوف بن أبي ناجية؛ ونفيلة، شهد القادسية، وروي عنه انه قال: ما عيرت مذ اسلمت في طلب دية خلا مذ كنت رب بيت، ولا جلست في مجلس الا انتظر أخباره أو تكون لي حاجة.
ومنهم علي بن الحسين، الذي أدخل مذهب أهل البيت في المغرب، وانتهى إلى السّوس، وبه يعرف المذهب، حتى أنه لا يقال له شيعي، ولا يقال لمن تولى هذا المذهب إلا محلي. وكان من أحد علماء النار في عصره، وكان مثقفا في العلوم كثير الرواية عن رجال أهل البيت، وقتل بدرعة غيلة، وولده.
ومن موالي أخمس، أبو خالد المحدث عن أنس بن مالك، وابن أبي اوفى، وابنه هرمز.
ومنهم ولد ولان بن خزيمة بن بجيلة بنو ذهن. منهم معاوية بن عامر الذهني المحدث، يحدث عن أبي الطفيل، وسعيد بن جبير.
ومنهم عايد بن عامر بن قرادة.
اسم الکتاب : الأنساب المؤلف : الصحاري الجزء : 1 صفحة : 170