responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنساب المؤلف : الصحاري    الجزء : 1  صفحة : 133
كان من حديث تشتر أن ابا موسى الاشعري لما بنى البصرة، ولم يكن ألا الخريبة، فإنها كانت قرية تسكنها العجم ليمنعوا العرب من الغرات بتلك الناحيةن وكان موضع البصرة فيه حجارة سود فسميت من أجل ذلك البصرةن وكان المسلمون ايام عمر بن الخطاب - رحمه الله - إذا خرجوا لحرب العجم جعلوا مضاربهم ونصبوا الفساطيط والقباب في ذلك الموضع - وهو موضع البصرة - وكانوا على ذلك إلى ان ولى عمر بن الخطاب ابا موسى عبد الله بن قيس الاشعري امر الناس وتلك البلادن وكان ذلك قبل وقعة القادسية، فامر عمر عند ذلك ابا موسى الاشعري ان يضرب بموضع البصرة خططا لمن هنالك من العرب، ويجعل كل قبيلة في محلة، ويأمرهم أن يبنوا لأنفسهم المنازل وبنى فيها مسجدا جامعا متوسطا. وأن ابا موسى الاشعري لما بنى البصرة اسكن فيه ذراري من كان معه من العربن وخلف بها ستة آلاف رجل يحفظونها، وسار في جميع كرر الاهواز، فأفتتحها كورة بعد كورة الا مدينة تشترن فإن الهرمزان عامل يزدجرد الملك كانقد اقام بها واحصنها، فأجتمع اليه جميع من كان في تلك الارض من الاساورة والمرازبةن فلما ان كان من اوان حرب القادسية وجلولاء، وكان من امرهما ما كان، سار ابو موسى الاشعري إلى تشترن واستعد في جميع تلك الارض من المرازبة والاساورة والهرمزان في جموعه، وخرج اليه لمحاربتهن فالتقى الفريقان فأقتتلوا قتالاشديدا، وقتل منهم مقتلة عظيمة، وقتل البراد بن مالك الانصاري اخو انس بن مالك ولم يزالوا يقتتلون ذلك اليوم حتى نفذت السهامن وتكسرت الرماح وتقطعت السيوف، وتخضبت الخيل بالدماء، إلى وقت المساء، لم يكن صلاة المسلمين الا بالتكبير في وقت الصلوات، فأنزل الله تبارك وتعالى نصرة على المسلمين، فحمل عليهم ابو موسى في جميع المسلمين وألقى الله الرعب في قلوب العجم فانهزموا حتى دخلوا مدينة تشتر واغلقوا ابوابها. وحاصرهم ابو موسى الاشعري اشهرا كثيرة في حديث وحروب كثيرة - يطول ذكر ذلك - إلى ان سأل الهرمزان من ابي موسى الامانن فأجابه ابوموسى إلى ان يؤمنه ومن معه في الحصن وجنوده، على حكم عمر، فخرج اليه الهرمزان، ووجه به ابو موسى إلى عمر في خمسين رجلا من المسلمين، وعلهم انس بن مالك، وحبس ابو موسى اصحاب الهرمزان في ذلك الحصن، وحمل اليهم فيه الطعام والشراب، اينظر ما يكون من امر عمر بن الخطاب - رحمه الله - في الهرمزان، حتى وافوا به مدينة الرسول عليه السلام، فأتوا منزل عمر بن الخطاب فصادفوه وقد خرج إلى حائط له وحده خارج المدينةن فمضوا منطلقين نحوه - والهرمزان معهم - حتى دخلوا ذلك الحائط فصادفوه نائما في إزاره - قد جمع ثوبه ووضعه تحت رأسه - فقال لهم الهرمزان: من هذا؟ قالوا امير المؤمنين. قال هذا ملك العرب، وكل من بالعراق عماله؟ قالوا: نعم: قاله فماله حرس ولا شرط؟ قالوا: لا هو حارس نفسه وشرطها. قال والله هذا هو الملك الهني، عدلت فنمت واستيقظ عمر بحسهم. فنظر إلى الهرمزان مع القوم وقد وضعوا تاجه على رأسه وشدوا عليه منطقه وسيفهن وهما مفصلان بالياقوت واصناف الجوهرن والبسوه قبءه - وكان منسوجا بالذهب - فلما نظر عمر اليه بتلك الحال صرف بصره عنه، واقبل نحو منزله والقوم يمشون خلفه والهرمزان معهم. فقال عمر: والله لا التفت اليه حتى يلقي هذه البزة عنه. فخلعوها عنه، وادنوه من عمر، فقال له عمر: تكلم: قال الهرمزان: كلام حتى اتكلم ام كلام ميت؟ فقال: بل كلام حي، قال: فأمرلي بشربةماء، فأنه قد بلغ بي العطش. فقال عمر: اسقوهزفأتوه بماء في قعب قد كان فيه اللبن قبل ذلك. فلما وضعه في فيه وجد زهومة اللبن. فقال: لا اقدر اشرب بهذا القعب. فأمر ان يؤتى بماء في قدح زجاج. فأمر له بماء في قدح زجاج، فشرب. فقال له عمر: ما كنا لنجمع عليك العطش والقتل. فقال الهرمزان: فكيف تقتلني وقد امتني؟ فقال عمر: متى امنتك؟ فقال: اني سئلتك اكلام حي ام كلام ميت؟ فقلت بل كلام حي، فهذا امان فقال من حضر: صدق يا امير المؤمنين هذا امان، فقال عمر: ما احب ان ادع قاتل البراء بن مالك حيا فأصدقني عن نفسك، ودلني على اموالك، فقال: عن أي الاموال تسأل، اما ما كان في يدي من اموال الملك يزدجرد فقد احتوى عليها عاملك ابو موسى الاشعري. وأما فاموالي خاصة فأني اوصلها اليك كلها فقال له عمر ويحك هل لك في الإسلام حاجة؟ قال: نعم، فادع بأقرب

اسم الکتاب : الأنساب المؤلف : الصحاري    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست