responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آل الجرباء في التاريخ والأدب المؤلف : ابن عقيل الظاهري    الجزء : 1  صفحة : 44
وقال: أمَا في الجزيرة التي يحكمها عشائر شمر، فقد اعتمدوا على الشيخ دهام الجربة رئيس عشائر شمر بالشمَال في الجزيرة وفي جوار الَمْوصل، وبواسطته وواسطة شيخ عنزة أصبحت مدرعات الإنكليز تجوب الجزيرة والشامية في كل وقت بأمَان تام حتى إن سير هذه الَمْدرعات علَمْ في الأرض التي تسير فيها، وصار البدو وكل من يقطع البادية يرى طرق الَمْدرعات واضحاً ولا سيمَا في أيام الربيع حينمَا تخضر الأرض، إلا مواطئ عجلاتها فلا تخضر، ولهذا يظهر للَمْشاهد كأنها سكة حديد، وقد عينوا لكل بيرق من هذه البيارق الَمْؤلفة من مئتي هجان قائداً بريطانياً، يعاونه ضباط من رؤساء العشائر كمَا هو في بيرق الدليم. وإن البيرق الذي ألف في الجزيرة عند الشيخ دهام قد أخفق في مهمته فأُلغي قبل تأسيس الحكومة العراقية. ولَمْا رأس الأمير فيصل، اتجه إلى تعيين الشيخ عقيل الياور ابن عم الشيخ دهام شيخاً لَمْشايخ شمر، وتأليف بيرق له، لسمعته الحسنة بين العشائر وبين الَوْطنيين لأنه كان مساعداً للثوار، فأمر أحد ضباط الثورة العراقية في الحجاز وسورية وهو السيد تحسين علي باستصحاب الشيخ عقيل الياور إلى بغداد، فذهب إليه في مضارب شمر وصحبه إلى بغداد، وبعد مداولات ومذكرات قررت الحكومة العراقية تعيينه شيخاً لَمْشايخ شمر، وقد علَمْت أن تلك الَمْداولات والَمْشاورات كانت جارية بين البلاط ودائرة الَمْندوب السامي البريطاني، إذ كان البلاط يريد أن يكون الشيخ عقيل الياور هو الشيخ ودائرة الَمْندوب السامي تريد دهام حفيد العاصي أن يكون شيخاً باعتبار أن الَمْشيخة كانت ومَا زالت في بيت العاصي، وتجاه هذه الَمْطالعة تمسك الَمْلك فيصل برأيه باعتبار أن الشيخ العاصي كان نازلاً في موقع رميلان داخل الأراضي التركية، وأنه لا يمَانع من إعطاء حفيد العاصي الَمْشيخة إذا ترك جده العاصي منزله ونزل الأراضي العراقية، ولَمْا طلب ذلك من دهام فعجز عن إقناع جده من النزول في الأراضي العراقية، اضطر الَمْندوب السامي إلى الاتفاق مع الَمْلك فيصل على تعين الشيخ عقيل الياور شيخاً لَمْشايخ شمر وتأليف بيرق له من مئتي هجان، كمَا تقرر تعين الكابت لَوْدر البريطاني قائداً لهذا البيرق الذي عرف باسم الهجانة الشمَالية وقد علَمْت أخيراً أن الشيخ عقيلا الياور لَمْا علَمْ بتعين الكابت لَوْدر لهذا البيرق، طلب من البلاط ومن وزارة الداخلية عدم تأليف هذه القوة، لأنه لا يوافق أن تكون بين عشائر شمر قوة يقودها ضابط بريطاني وبعد مذكرات ومداولات بين البلاط ووزارة الداخلية تقرر أن يعين ضابط عراقي لقيادة هذه القوة بدلاً من الضابط البريطاني، ووقع الاختيار على كاتب هذه السطور ليكون قائداً لهذه القوة وجرى تعييني معاوناً لشرطة الهجانة في الَمْوصل في 2021922. وكانت الجزيرة تحت سيطرة رؤساء شمر الجربة، وهذه السيطرة ممتد إلى قرى الَمْوصل الَمْتصلة بالجزيرة، وتشمل جميع من يسير بالجزيرة من قوافل تجارية بضمنها الأغنام التي يأخذها التجار إلى سورية وغيرها من عروض التجارة مهمَا كان نوعها، إلا أن هذه السيطرة لا تصل إلى حد النهب وأخذ الَمْال، وإنمَا تمر الأموال بأمَان إذا دفع عنها الرسوم التي يقررها رؤساء شمر إلى أصحابها الَمْختصين وهذه الرسوم معروفة بالجزيرة وبين عشائرها ومن يسلك طريق الجزيرة باسم " الخوة " وهكذا كان رؤساء شمر الجربة ناشرين سيطرتهم عندمَا ألفت الهجانة. فشيوخ شمر آل محمد كل واحد منهم يعد شيخاً، وإن كانوا يحترمون ويطيعون الشيخ الذي تعينه الحكومة، فمنذ زمن غير قليل والَمْشيخة في بيت العاصي عم عقيل الياور ويلقبون أهل هذا البيت بالجزعة على اسم أمهم، وأمَا عجيل وأبوه فيعرفان باسم الدرة اسم أمهم أيضاً حيث كانت عشائر شمر ولا سيمَا الخرصة منهم تميل إلى العاصي، أمَا عشائر عبدة ولا سيمَا الذين نزحوا من نجد إلى العراق بعد سقوط إمَارة آل الرشيد منهم، فيميلَوْن إلى الشيخ الجديد الشيخ عقيل الياور، ولَمْا نصب الشيخ عقيل شيخاً كان العاصي نازلا في موقع رميلان داخل الحدود التركية بجوار نصيبين. كانت عشائر شمر كلها متفائلة من هذا الحدث الجديد، والشيء الذي عدوه حدثاً جديداً هو تأليف هجانة في مضارب الشيخ مع مخصصات ضخمة لَمْ يألفوها، لأنهم كانوا قانعين بالرسوم التي يأخذونها باسم الخوة، وهم

اسم الکتاب : آل الجرباء في التاريخ والأدب المؤلف : ابن عقيل الظاهري    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست