اسم الکتاب : آل الجرباء في التاريخ والأدب المؤلف : ابن عقيل الظاهري الجزء : 1 صفحة : 41
يَا زَيْدِ وَيْنَ الاوَّلِيْنْ ... اللِّي صِلِيبٍ شُوْرُهُم؟
نَطاحَة وَجْهَ الْكِمْينْ ... وِطْعُوْنُهُمْ بِصْدُوْرُهُمْ
وكان عبيد بن شريعيب الشمري سليط اللسان، يحرض القبائل على أخذ الثأرات، وقد طلب جوار عقيل الياور، فاشترط عليه عقيل أن يترك إثارة الفتن، على أن يجري له أي راتب يريده. فقال عبيد يخاطب عقيلاً:
عَقِيل هَرجِي فِضّةٌ وذِهْبَانْ ... مَا اقُولَ انَا هَرجٍ ضِعِيْفْ
الْحُكْم مَا دام لْبِنِي عِثْمَانْ ... الحكُم للخالِقْ يِقِيفْ
والحُكم قَبْلِك زوَّله سلطانْ ... نَهَجْ مَلَطْ مَالِهْ رِدِيْفْ
واخْوَانِ نوْرةْ تَرَّكوا بَرْزَانْ ... والْبَيْتِ خَلاَّهَ الشِّرِيْفِ
وفي موضع آخر من كراسات السديري وردت الرواية هكذا:
عقيل هرجي فضّة ومرجَان ... ولا حَكَيْنَا حَكْىَ الضعِيْفْ
واخوات نورة دَشّروا بَرْزان ... ......................إلخ
وفي مرة - كمَا ذكر ذلك الأمير السديري - كان الجربان متهيئين لغزو برهة باشا، وبرهة هذا من الكواكبة من الرولة نزل بالعراق، وتزعم عدداً من القبائل، وأعطته الدولة لقب باشا لتأمن جانبه، وتستفيد من نفوذه في تطويع البدو. فلَمْا شعر عبيد بن شريعيب بمسير الجربان طلب منهم أن يأذنوا له بالذهاب إلى أهله عند برهة، وكان قصده أن ينذر برهة لأنه صديق له، فأذنوا له بعد أن أخذوا عليه العهود والَمْواثيق بكتمَان الخبر، وصعب على عبيد أن يخيس بعهده فقال هذه الأحدية ملغزاً:
اللهِ مِنْ دَابٍ دَبَا ... مَا بَيْن ثَوْبي وْصَايِتِيْ
أَقْرَا قْرَايَة مَغْربي ... ولاَ احْدٍ فَهْمِ قْرَاِيتي
بَلاَيْ مَاجَا مِن بعِيْدْ ... أنَا بلاَيِ بْلاَبتي
مَا اقْدَر ابِيحِ بْسِرَّهَا ... يَنْهَدِّ سُوْرِ بْنَايِتيْ
ورغم ترديده لهذه الأحدية فلَمْ يفهمها جمَاعة برهة إلا بعد مَا هزمهم الجربان هزيمة قاسية. وروى الأمير محمد السديري - رحمه الله - أن حكومة تركيا بالعراق أرسلت سرية تبحث عن العاصي، فالتجأ إلى أخيه، واختبأ في سدرة بجانب البيت، وطلب من أخيه أن يوهمهم بأنه الأمير إلى أن هرب العاصي، فلَمْا تكشف الأمر رجعت السرية بدون طائل، فقال عبيد بن شريعيب يتندر بالعاصي:
تَقليطةَ الْعَاصِي لِخوْهْ ... قنية مِتينْ لْبِسِّتُهْ
سطَتْ عَلَى نِحْوٍ شَرَاهْ ... دِهْنُ وْطِحِيْنٍ مَسّتهْ
رقتْ عَلى جْرَابَ الشَّحَمْ ... فَاتَتْ عَليْه وْمَسِّتهْ
يَا حَيْفِ يَا شَيخَ الْجَهَامْ ... " فَصل " من بيته نَسِّتُهْ
زِبَنْ علَى السِّدْرَةْ وَرَاهْ ... شَوْكَ الطوِيلَةْ دَسِّتهْ
وقال العاصي:
عدله شَقَّتْ ثُوْبَه زبُوْنْ ... والدمْع مَلَّي عْيُوْنَهَا
نتْنَى ضَنَا صُبْحِي يِجُوْنْ ... والشيمة مَا يَرْمُوْنَهَا
وقال العاصي:
مَا ارِيدِ حَربْ الْمِرْتِكِي ... غْلَيِّمْ وسْلاَحه قَنَاةْ
نَتْنَى ضَنَا صُبْحِى يِجُوْنْ ... أهْلَ الدّرُوْعَ الْمِبْهَمَاتْ
وقال العاصي:
يَا خشْمِ قِلْ لِلَمِعْتِدِي ... جْرُوح كان انِّكْ نِسِيْتْ
يَصْبِر وْنَاخِذْ ثَارَنَا ... الصبْح مَا هُو بَالْمِبِيْتْ
مِنْ فَوقِ خَيْلٍ مُكْرَمَاتْ ... مِنْ فَوْقِهِن بِعْتُ وْشَرَيْت
وقال العاصي:
مِنْ دَوْرِ سَالِمْ وَالشِّرِيف ... مَا حنَا للِقَاسِي ليانْ
حِنَّا كمَا غِشَّ الْعراق ... نلْحَقْ عَلى طوْل الزَّمَان
وقال العاصي:
الَبيْرَقْ بَيْرق الدَّراتْ ... واليوم بَيرَقْنَا نصَلْ
الحْيل حَيْل ابو عَقِيْلْ ... وْحَيْلي مْنَ الرُّكْبَةْ نصَلْ
الْعَامِ مَشْرُوْبي حَلِيْبْ ... والْيَوم مَاكُوْلي بصَلْ
اسم الکتاب : آل الجرباء في التاريخ والأدب المؤلف : ابن عقيل الظاهري الجزء : 1 صفحة : 41