responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفيات الأعيان المؤلف : ابن خلكان    الجزء : 1  صفحة : 89
مرضية، وكثر ذاموه وقل شاكروه، حتى عمل فيه إبراهيم بن العباس الصولي المقدم ذكره قبل هذا [1] :
عفت مساو تبدت منك واضحة ... على محاسن أبقاها أبوك لكا
فقد تقدمت أبناء الكرام به ... كما تقدم آباء اللئام بكا ولعمري لقد بالغ في طرفي المدح والذم، وهو معنى بديع.
واستمر على مظالم العسكر والقضاء إلى سنة سبع وثلاثين ومائتين، فسخط المتوكل على القاضي أحمد المذكور وولده محمد، وأمر بالتوكيل على ضياعه، لخمس بقين من صفر من السنة المذكورة، وصرفه عن المظالم، ثم صرفه عن القضاء يوم الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأول من السنة، وأخذ من الولد مائة ألف وعشرين ألف دينار، وجوهراً بأربعين ألف دينار، وسيره إلى بغداد من سر من رأى، وفوض القضاء إلى القاضي يحيى بن أكثم الصيفي - وسيأتي ذكره في حرف الياء إن شاء الله تعالى - ولما شهد على ابن أبي دواد حين غضب عليه الخليفة بضياعه المأخوذة منه في الجناية حضر المجلس خلق كثير من الشهود وغيرهم، فقام رجل من الشهود - وكان القاضي منحرفا عنه في أيامه - فقال: تشهدنا عليك بما في هذا الكتاب فقال القاضي: لست هناك، وقال للباقين: اشهدوا علي، فجلس الرجل بخزي، وتعجب الناس من ثبوت القاضي وقوة قلبه في تلك الحال.
وتوفي القاضي أحمد المذكور بمرضه الفالج في المحرم سنة أربعين ومائتين، ونقل عنه أنه قال: ولدت بالبصرة سنة ستين ومائة، وقيل: إنه كان أسن من اقاضي يحيى بن أكثم بنحو عشرين سنة، وهو يخالف ما ذكرته في ترجمة يحيى، لكن كتبته على ما وجدته، والله أعلم بالصواب. وتوفي ولده محمد قبله بعشرين يوماً في ذي الحجة رحمهما الله تعالى.
وقد ذكر المرزباني في كتابه المذكور اختلافا كثيرا في تاريخ وفاته وموت ابنه، فأحببت ذكر جميع ما قاله؛ قال: ولى المتوكل ابنه أبا الوليد محمد

[1] ديوان الصولي: 162.
اسم الکتاب : وفيات الأعيان المؤلف : ابن خلكان    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست