اسم الکتاب : وفيات الأعيان المؤلف : ابن خلكان الجزء : 1 صفحة : 234
98 - (1) المنصور العبيدي
أبو الطاهر إسماعيل الملقب المنصور بن القائم بن المهدي صاحب إفريقية، وستأتي بقية نسبة عند ذكر جده المهدي في حرف العين إن شاء الله تعالى. وقد تقدم ذكر المستعلي، وهو من أحفاده.
بويع المنصور يوم وفاة أبيه القائم - على ما سيأتي في ترجمته في حرف الميم -؛ وكان بليغاً فصيحاً يرتجل الخطب، وذكر أبو جعفر أحمد [2] بن محمد المروروذي قال: خرجت مع المنصور يوم هزم أبا يزيد [3] ، فسايرته وبيده رمحان، فسقط أحدهما مرارا فمسحته وناولته إياه، وتفاءلت له، فأنشدته:
فألفت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عيناً بالإياب المسافر فقال: ألا قلت ما هو خير من هذا وأصدق وأوحينا إلى موسى أن ألقى عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون، فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون، فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين فقلت: يا مولانا أنت ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت ما عندك من العلم.
قلت: ومن أحسن ما جاء في ذلك ما ذكره التيمي في سيرة الحجاج بن يوسف قال: أمر عبد الملك بن مروان أن يعمل باب بيت المقدس ويكتب عليه اسمه، وسأله الحجاج أن يعمل له باباً، فأذن له، فاتفق أن صاعقة وقعت
(1) راجع أخباره في اتعاظ الحنفا: 126 والدرة المضيئة: 116 وابن خلدون 4: 43 وابن عذاري 1: 218 وأعمال الأعلام (القسم الثالث) : 54 وخطط المقريزي. [2] ج هـ: محمد. [3] هو أبو يزيد مخلد بن كيداد النكاري الثائر على العبيدين وسيأتي بعد قليل طرف من خبره، وأخباره مفصلة في المراجع المذكورة قبلاً.
اسم الکتاب : وفيات الأعيان المؤلف : ابن خلكان الجزء : 1 صفحة : 234