اسم الکتاب : وفيات الأعيان المؤلف : ابن خلكان الجزء : 1 صفحة : 215
ريان من ماء الشبيبة والصبا ... شرقت معاطفه بطيب زلاله
تسري النواظر في مراكب حسنه ... فتكاد تغرق في بحار جماله
فكفاه عين كماله في نفسه ... وكفى كمال الدين عين كماله
كتب العذار [1] على صحيفة خده ... نوناً وأعجمها بنقطة خاله
فسواد طرته كليل صدوده ... وبياض غرته كيوم وصاله ولولا خوف الإطالة لذكرتها جميعها. وهذا القدر هو المشهور له، وقد أضافوا إليها بيتين، ولا أتحققهما فتركتهما.
وله أيضاً من جملة قصيدة:
ومهفهف حلو الشمائل فاتر ... الألحاظ فيه طاعة وعقوق
وقف الرحيق على مراشف ثغره ... فجرى به من خده راووق
سدت محاسنه على عشاقه ... سبل السلو فما إليه طريق وله من قصيدة أخرى:
هبت نسيمات الصبا سحرةً ... ففاح منها العنبر الأشهب
فقلت إذ مرت بوادي الغضا ... من أين هذا النفس الطيب (11) وكان قد جاءنا ونحن في بلادنا في سنة ثلاث وعشرين وستمائة الشيخ جمال الدين أبو المظفر عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن السنينيرة [2] الواسطي، وكان من أعيان شعراء عصره، ونزل عندنا بالمدرسة المظفرية، وكان قد طاف البلاد ومدح الملوك وأجازوه الجوائز السنية، وإذا قعد حضر عنده كل من له عناية بالأدب، وتجري بينهم محاضرات ومذكرات لطيفة، وكان قد طعن في السن، فقال يوماً: رافقني البهاء السنجاري في بعض الأسفار من سنجار إلى رأس عين، أو قال: من رأس عين إلى سنجار، فنزلنا في الطريق في مكان وكان [1] هـ: الجمال. [2] هـ: السنينير.
اسم الکتاب : وفيات الأعيان المؤلف : ابن خلكان الجزء : 1 صفحة : 215