اسم الکتاب : وفيات الأعيان المؤلف : ابن خلكان الجزء : 1 صفحة : 156
64 - (1)
ابن منير الطرابلسي
أبو الحسين أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الطرابلسي الملقب مهذب الدين عين الزمان الشاعر المشهور؛ له ديوان شعر، وكان أبوه ينشد [2] الأشعار، ويغني في أسواق طرابلس [3] ، ونشأ أبو الحسين المذكور، وحفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة والأدب، وقال الشعر، وقدم دمشق فسكنها، وكان رافضياً كثير الهجاء خبيث اللسان، ولما كثر منه ذلك سجنه بوري بن أتابك طغتكين صاحب دمشق مدة وعزم على قطع لسانه، ثم شفعوا فيه فنفاه، وكان بينه وبين أبي عبد الله محمد بن نصر بن صغير المعروف بابن القيسراني [4] مكاتبات وأجوبة ومهاجاة، وكانا مقيمين بحلب ومتنافسين في صناعتهما كما جرت عادة المتماثلين.
ومن شعره من جملة قصيدة:
وإذا الكريم رأى الخمول نزيله ... في منزل فالحزم أن يترحلا (5)
كالبدر لما أن تضاءل جد في ... طلب الكمال فحازه متنقلا
سفها لحلمك أن رضيت بمشربٍ ... رنق ورزق الله قد ملأ الملا
ساهمت عيسك مر عيشك قاعداً ... أفلا فليت بهن ناصية الفلا
(1) أطنب العماد في ترجمته وإيراد المختار من شعره في الخريدة (قسم الشام) 1: 76 وله ترجمة في تهذيب ابن عساكر 2: 97 وابن القلانسي: 322 والوافي 8، الورقة: 87 والنجوم الزاهرة 5: 299 والشذرات 4: 146 وله شعر كثير في " الروضتين " لأبي شامة. [2] أ: يعمل. [3] اه: ويغمي في الأسواق بطرابلس. [4] انظر الخريدة المذكورة: 96 والحاشية ونشأ بقيسارية فلسطين، وولد بعكا، ثم انتقل عن بلاده إلى دمشق.
(5) أ: يتحولا، وبعض الأبيات في الخريدة: 89.
اسم الکتاب : وفيات الأعيان المؤلف : ابن خلكان الجزء : 1 صفحة : 156