اسم الکتاب : وفيات الأعيان المؤلف : ابن خلكان الجزء : 1 صفحة : 117
مع هذه الفضائل كرم مفرط، وله في ذلك حكايات ونوادر ومن محاسن شعره من جملة قصيدة [1] :
وتدري سباع الطير أن كماته ... إذا لقيت صيد الكماة سباع
تطير جياعاً فوقه وتردها ... ظباه إلى الأوكار وهي شباع وإن كان هذا معنى مطروقاً، وقد سبقه إليه جماعة من الشعراء في الجاهلية والإسلام، لكنه أحسن في سبكه وتلطف في أخذه.
ومن رقيق شعره وظريفه قوله [2] :
ولما تملأ من سكره ... ونام ونامت عيون العسس (3)
دنوت إليه على بعده ... دنو رفق درى ما التمس
أدب إليه دبيب الكرى ... واسمو إليه سمو النفس
وبت به ليلتي ناعماً ... إلى أن تبسم ثغر الغلس
أقبل منه بياض الطلى ... وأرشف منه سواد اللعس وما ألطف قول أبي منصور علي بن الحسن المعروف بصردر في هذا المعنى، وهو قوله [4] :
وحي طرقناه على غير موعد [5] ... فما إن وجدنا عند نارهم هدى
وما غفلت أحراسهم غير أننا ... سقطنا عليهم مثلما يسقط [6] الندى وقد استعمل هذا المعنى جماعة من الشعراء، والأصل فيه قول امرىء القيس [7] : [1] انظر الذخيرة: 243. [2] الذخيرة: 245.
(3) أج: فنام وملت عيون الحرس. [4] ديوان صردر: 39. [5] الديوان: زور موعد. [6] الديوان: سقط. [7] ديوانه: 31.
اسم الکتاب : وفيات الأعيان المؤلف : ابن خلكان الجزء : 1 صفحة : 117