responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة المؤلف : المحبي، محمد أمين    الجزء : 1  صفحة : 425
وغُرِرتُ أنِّي كنتُ أنْ ... ظِم في زمانٍ قد تقدَّمْ
فاعذِر فهذا النَّظمُ يدْ ... فعُ في لَهازِمِه ويلْطِمْ
ولأَنْت أكرمُ ساتِرٍ ... لعُيوب خادمِه وأرْحَمْ
وإذا تكاملتِ المَودَّ ... ةُ يا صديقُ وأنت أعلَمْ
طُوِيَ البِساطُ فلم أكُنْ ... ممَّن تَحاشَى أو تجهَّمْ
والحمدُ للهِ الذي ... أعْلاكَ مِقْداراً وعلَّمْ
واللهُ يجمعُ شَمْلَنا ... من فضْلِه جَمْعاً مُنَظَّمْ
ومن بدائعه قوله:
شوقٌ تَجنَّاه الحبيبُ بلا جُرْمِ ... ورئْمٌ غَرِيرٌ لا يُوافِي ولا يحْمِي
وشوقٌ أن النارَ من قَدْحِ زَنْدِه ... فكيف يرُوم العاذلون له كَتْمِي
وجَفوةُ نَشْوانِ المَعاطِفِ حالِيَ المَرا ... شِف بدرٌ تَمَّمَ البدرَ في التِّمِّ
حلاَ مُرُّ حُسَّادِي عليه بذكرِه ... كأن المُسمُّى منه في صورةِ الإسْمِ
وكم ليلةٍ بتْنا على غيرِ ريبةٍ ... تُطارحني نَظْماً فينْظِمُه نَظْمِي
وأرْشُفُ رِيقاً علَّه يُطْفىءُ الجوَى ... ولم أدْرِ أن البردَ إفْراطُه يُظْمِي
جِناسِي على رشْفِي لذاك مُحرَّفٌ ... ولا شَكَّ أن الظَّلْمَ نوعٌ من الظُّلْمِ
على خَدِّه قد وقَّع الحُسْنُ أسْطُراً ... فيكتبُها دمعي ويخْتِمها لَثْمِي
رمَى جُرْحَ أحشائي عليه صَبابةً ... وعهْدي به قد كان يُدْمِي ولا يَدْمِي
أحِبَّتَنا كم من رقيبٍ عليكمُ ... أُدارِيه حتَّى في الدجَى مُقْلةَ النَّجْمِ
سقى عهدَكم صَوْبُ العِهادِ ومُقْلتي ... فعهْدي بها من هجرِكم دِيمَةٌ تَهْمِي
ألا ليت شِعْرِي هل أقولُ قصيدةً ... ولا أشْتكِي فيها إلى صاحبٍ هَمِّي
ومَن ذا يُشكِّيني إذا جئتُ شاكياً ... وقاضِي الورَى دون الورَى كلِّهم خَصْمِي
هو الماجدُ السَّباقُ في حَلْبة الوغَى ... نعمْ وكذا في حَلْبة العلمِ والحِلْمِ
وما فيه من عَيْبٍ سوى أنَّ كُتْبَه ... تُعوِّذني من طارقِ الليلِ بالنَّجْمِ
حكمتُ له بالسَّبْقِ في كلِّ غايةٍ ... وظنِّي به أن يُثْبِت الحكمَ بالحُكْمِ
عسى المُبدِىءُ الخلاَّقُ يُرجِعُ سالفاً ... فيَرْجِعُ رُوح الأُنْسِ منِّي إلى جسْمِي
ودونَكها عَذْراء كالشمسِ رِفعةً ... عَلا بيتُها عن عِلَّة الكشْفِ والخَرْمِ
ومن غزلياته الرقيقة قوله:
أشاقَك بَرْقُ نَعْمانِ ... فعُدْتَ مُدَلَّهاً عانِي
رُوَيْدَك إنَّني يا صا ... حِبي في الحالِ سِيَّانِ
تعالَ نذكُر الأحْوَى ال ... ذي أصْغَى إلى الشَّانِي
وأطْعمنِي فلمَّا أن ... أنِسْتُ به تَجافانِي
وأغْضَبنِي واصْلَح بيْ ... ن تسْهيدِي وأجْفانِي
وما بالغتُ في ذِكْرِي ... له إلاَّ تَناسانِي
فسَلْنِي كيْ أُحقِّق أنَّ ... دهرِي فيه يَوْمانِ
فيومٌ يومُ تهْديدٍ ... وآخرُ يومُ هِجْرانِ
أُراقبُ حاسدِيه له ... فأصْحَب كلَّ إنسانِ
فسُكَّانُ الغَضا سكنُوا ... وأهلُ الأثْلِ جيرانِي
أيا زمنِي على الأثْلِ ال ... خَصِيبِ وعيْشيَ الهانِي
سَقاك من الغَمامةِ صَوْ ... بُ هتَّانٍ بهَتَّانِ
لقد قلَّدْتني مِنَناً ... تُحقِّر كلَّ إحسانِ
وكنتَ ليَ السرورَ فهلْ ... تُعِيد مَسَرَّتي ثانِي
وتحفظُ حُرْمتي أبداً ... فيَرْعاها ويرْعانِي

اسم الکتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة المؤلف : المحبي، محمد أمين    الجزء : 1  صفحة : 425
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست