responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظم العقيان في أعيان الأعيان المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 66
فأجد عِنْده راحاتي وراحي. وَمن إِذا أفسد نظامي الطالع المنحوس فَهُوَ على الْحَقِيقَة صلاحي. حرسه الله تَعَالَى من الْآفَات، وَنصب أَعْلَام سعوده نصب الالفات.
انه حدث لي نازلة وَهِي طُلُوع دمل كَاد أَن ينزلني التُّرَاب، وَيفرق بيني وَبَين الأحباب والأتراب. ولي عشر لَيَال لَا أكتحل بالمنام، وَلَا اطعم الطَّعَام، فها أَنا فِي هَذَا الشَّهْر الشريف صَائِم اللَّيْل وَالنَّهَار، وطائر قلبِي قد غَشيته نَار هَذَا الدمل فَكَأَنَّهُ السمندل وَكَيف لَا وَهُوَ دَاخل النَّار.
لقد طَال ليل سَاءَنِي فِيهِ دمل ... فاسهر أجفاني وَلم أستطع صبرا
كَأَنِّي بِعلم الْوَقْت مغرى فها أَنا ... أراعي النُّجُوم اللَّيْل أرتقب الفجرا
فياله من دمل خلته من حرارته جمره، وشبهته بِفَارِس عَاد بغض الي الْحَيَاة فكر فِي مهجتي كرة وَكره، فَلم أجد بدا من اسْتِعْمَال الصَّبْر مذ وصف لي فَمَا أحلاه عِنْده وَمَا أمره، حَتَّى اشبهت القَوْل الشاذ، ومنعت بِهِ أَن آلف الأخوان والتذ بمطعم ومشرب فَمَنَعَنِي فِي الْحَالين من الملاذ، وهون عَليّ الْمَوْت بِهَذِهِ الْمَشَقَّة الصعبة، ورخصت مهجتي حَتَّى كَادَت أَن تبَاع كَمَا يُقَال بمحبه، ويئست من الْعَافِيَة فَقلت على غَلَبَة الظَّن لم يبْق بيني وَبَينهَا مجَاز، إِذْ هُوَ فِي احمراره كالعقيق ودمعي يَنْبع من الْعُيُون وبيني وَبَين النّوم حجاز.
توالى ووافى ليل هم بدمل ... أكابده فِي الْحَالَتَيْنِ بِلَا فجر
نعم ولرب ليل بالهموم كدمل ... صابرته حَتَّى ظَفرت بفجر

اسم الکتاب : نظم العقيان في أعيان الأعيان المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست