responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة المؤلف : ابن تغري بردي    الجزء : 1  صفحة : 87
قلت: أَفَادَ بعض الْحُكَمَاء أَن الرجل لَا يَأْكُل أَكثر من سِتِّينَ لقْمَة من جوعه إِلَى شبعه؛ فَمَا يكون شَأْن هَذَا الرجل وَأَمْثَاله من الْأكلَة {} . انْتهى.
وَقيل: إِن سُلَيْمَان جلس يَوْمًا فِي نبت أَخْضَر على وطاء أَخْضَر، عَلَيْهِ ثِيَاب خضر. ثمَّ نظر فِي الْمرْآة؛ فأعجبه شبابه - وَكَانَ من أجمل النَّاس - فَقَالَ: كَانَ مُحَمَّد -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]- نَبيا، وَكَانَ أَبُو بكر صديقا، وَكَانَ عمر فاروقا، وَكَانَ عُثْمَان حييا، وَكَانَ مُعَاوِيَة حَلِيمًا، وَكَانَ يزِيد صبورا، وَكَانَ عبد الْملك سيوسا، وَكَانَ الْوَلِيد جبارا، وَأَنا الْملك الشَّاب؛ فَمَاتَ من جمعته، فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر صفر سنة تسع وَتِسْعين.
وَيُقَال: إِنَّه لبس يَوْمًا أَفْخَر مَا عِنْده، وتطيب بأفخر الطّيب، وتزين بِأَحْسَن الزِّينَة؛ فَأَعْجَبتهُ نَفسه، والتفت، فَرَأى جَارِيَة من جواريه واقفة؛ فَقَالَ لَهَا: كَيفَ تَرين؟ ؛ فَقَالَت:
(أَنْت نعم الْمَتَاع لَو كنت تبقى ... غير أَن لَا بَقَاء للْإنْسَان)

(أَنْت خلو من الْعُيُوب وَمِمَّا ... [يكره النَّاس] غير أَنَّك فان)

فطردها، ثمَّ أحضرها؛ فَقَالَ لَهَا: مَا قلت! ؟ فَقَالَت: وَالله مَا قلت شَيْئا وَلَا رَأَيْتُك الْيَوْم؛ فتعجب النَّاس من ذَلِك.
وَمَات سُلَيْمَان من جمعته - رَحمَه الله -.

اسم الکتاب : مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة المؤلف : ابن تغري بردي    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست