responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة المؤلف : ابن تغري بردي    الجزء : 1  صفحة : 149
وَفِي هَذَا الْمَعْنى يَقُول أَبُو تَمام الطَّائِي قصيدته البديعة:
(السَّيْف أصدق إنباء من الْكتب ... فِي حَده الْحَد بَين الْجد واللعب)

(وَالْعلم فِي شهب الأرماح لامعة ... بَين الْخمسين لَا فِي السَّبْعَة الشهب)

(أَيْن الرِّوَايَة أم أَيْن النُّجُوم وَمَا ... صاغوه من زخرف فِيهَا وَمن كذب)

وَكَانَ المعتصم يلقب بالثماني؛ فَإِنَّهُ ثامن خلفاء بني الْعَبَّاس، وَملك ثَمَانِي سِنِين وَثَمَانِية أشهر - وَزَاد بَعضهم: وَثَمَانِية أَيَّام -، وافتتح ثَمَانِيَة حصون.
وَقيل: إِنَّه ولد فِي شعْبَان، وَهُوَ الثَّامِن من شهور السّنة، وَكَانَ نقش خَاتمه: الْحَمد لله، وَهِي ثَمَان حُرُوف، وبويع بالخلافة سنة ثَمَانِيَة عشر، ومولده سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة، وقهر ثَمَانِيَة أَعدَاء، ووقف بِبَابِهِ ثَمَانِيَة مُلُوك، وَخلف من الذَّهَب ثَمَانِيَة آلَاف ألف دِينَار، وَمن الدَّرَاهِم مثلهَا، وَخلف من الْجمال وَالْبِغَال ثَمَانِيَة آلَاف [رَأس] ، وَمن الْخَيل [أَيْضا] ثَمَانِيَة آلَاف رَأس، وَمن المماليك ثَمَانِيَة آلَاف مَمْلُوك، [وَمن الْجَوَارِي كَذَلِك] ، وَبنى ثَمَانِيَة قُصُور.
وَكَانَ ذَا قُوَّة مفرطة، وَكَانَ إِذا غضب لَا يُبَالِي بِمن كثر أَو أقل.
وَركب يَوْمًا؛ فَانْفَرد عَن جَيْشه - وَكَانَ يَوْم مطر شَدِيد -؛ فَرَأى شَيخا وَمَعَهُ حمَار وَعَلِيهِ حمل شوك، وَقد توحل الْحمار وَوَقع الْحمل؛ فَنزل المعتصم وخلص الْحمار من الوحل، وَوضع الْحمل على ظَهره، ثمَّ أدْركهُ الْجَيْش؛ فَأمر للرجل بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم.

اسم الکتاب : مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة المؤلف : ابن تغري بردي    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست