اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 83
وكما يتعلم العلم لأجل مدرسة أهله أو مكسبهم أو رياستهم أو يقرأ القرآن ويواظب على الصلاة لأجل وظيفة المسجد كما هو واقع كثيراً، وهؤلاء اعقل من الذين قبلهم لأنهم عملوا لمصلحة يحصلونها، والذين قبلهم عملوا لأجل المدح والجلالة في أعين الناس ولا يحصل لهم طائل، والنوع الأول اعقل من هؤلاء لأنهم عملوا لله وحده لا شريك له لكن لم يطلبوا منه الخير العظيم وهو الجنة ولم يهربوا من الشر العظيم وهو العذاب في الآخرة[1].
النوع الرابع: أن يعمل الإنسان بطاعة الله مخلصاً في ذلك لله وحده لا شريك له لكنه على عمل يكفره كفراً يخرجه عن الإسلام مثل اليهود والنصارى إذا عبدوا الله وتصدقوا أو صاموا ابتغاء وجه الله والدار الآخرة ومثل كثير من هذه الأمة الذين فيهم شرك أكبر أو كفر أكبر يخرجهم عن الإسلام بالكلية إذا أطاعوا الله طاعة خالصة يريدون بها ثواب الله في الدار الآخرة لكنهم على أعمال تخرجهم من الإسلام، وتمنع قبول أعمالهم، فهذا النوع أيضاً قد ذكر في الآية عن أنس بن مالك وغيره[2]. وكان السلف يخافون منه كما قال بعضهم: لو أعلم أن الله تقبل مني سجدة واحدة لتمنيت الموت[3]، لأن الله يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [4] فهذا قصد وجه الله والدار الآخرة، لكن فيه من حب الدنيا والرياسة والمال ما حمله على ترك كثير من أمر الله ورسوله، أو أكثره، فصارت الدنيا أكبر قصده، فلذلك قيل قصد الدنيا. وصار ذلك القليل كأن لم يكن، كقوله صلى الله عليه وسلم: "صل فإنك لم تصل" [5] والأول أطاع الله ابتغاء وجهه، لكن أراد من الله [1] انظر تفسير الطبري "12: 12، 13". [2] انظر تفسير الطبري "12:12". [3] ذكر نحو ذلك عن ابن عمر "رض الله عنهما" انظر الدر المنثور "3: 57". [4] سورة المائدة: آية "27". [5] هذا جزء من حديث المسيء صلاته، وقد أخرجه البخاري في صحيحه من مواضع "انظر البخاري مع الفتح/ كتاب الآذان باب وجوب القراءة للإمام والمأموم "2: 276" ح "757".
ومسلم في صحيحه كتاب الصلاة/ باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة "298:1" ح "397".
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 83