responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد    الجزء : 1  صفحة : 79
الآخرة "أو" الدنيا[1]: {وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ} قال ابن عباس: أشبه عليهم أمر دينهم[2]، وعنه أيضاً: من قبل الحسنات[3].
وقوله: {وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} الباطل أرغبهم فيه.
قال الحسن: السيئات يحثهم عليها ويزينها في أعينهم[4].
قال قتادة: أتاك الشيطان يا ابن آدم من كل وجه إلا أنه لم يأتك من فوقك، ولم يستطع أن يحول بينك وبين رحمة الله[5].
ثم قال الشيخ وهو يوافق قول من "قال" [6]: ذكر هذه الأوجه للمبالغة في التوكيد. أي أتصرف لهم في الإضلال من جميع جهاتهم.
ولا يناقض ما ذكر السلف. فإن ذلك على جهة التمثيل، فالسبل التي للإنسان أربعة فقط، فإنه تارة يأخذ على جهة شماله، وتارة على يمينه، وتارة أمامه، وتارة يرجع خلفه. فأي سبيل من هذه سلكها وجد الشيطان عليها راصداً له، فإن سلكها في طاعة ثبطه، وإن سلكها بالمعصية حداه. وأنا أمثل لك مثالاً واحداً لما ذكر السلف: وهو أن العدو الذي من بني آدم إذا أراد أن يمكر بك لم يستطع أن يمكر بك إلا في بعض الأشياء، وهي الأشياء الغامضة، والأشياء التى ليست بعالية، فلو أراد أن يمكر بك في أمر واضح بين مثل التردي من جبل أو بئر وأنت ترى ذلك لم يستطع، خصوصاً إذا عرفت أنه قد مكر بك مرات متعددة، ولو أراد ليمكر بك لتتزوج عجوزاً شوهاء وأنت تراها لم يستطع ذلك.

[1] أورده الطبري في تفسيره "8: 136" عن ابن عباس من طريق ابن أبي طلحة في قوله: {مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ} يقول: أشككهم في آخرتهم: {وَمِنْ خَلْفِهِمْ} أرغبهم في دنياهم.
وعنه أيضاً من الطريق نفسه: {مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ} يعنى من الدنيا: {وَمِنْ خَلْفِهِمْ} من الآخرة. فكأن الشيخ قد اعتبر كلا الروايتين لورودهما بإسناد واحد متكرر.
والله أعلم.
[2] أخرجهما عنه الطبري في تفسيره "8: 136" بالإسناد المتكرر الذي أشرت إليه في الهامش السابق.
[3] أخرجهما عنه الطبري في تفسيره "8: 136" بالإسناد المتكرر الذي أشرت إليه في الهامش السابق.
[4] تقدم تخريجه ص "73".
[5] تقدم تخريجه ص "76".
[6] ليست في شيء من النسخ المطبوعة والمخطوطة "فيما اطلعت عليه" وإنما أتثبتها من روضة الأفكار والأفهام لابن غنام "1: 246" والمطبوع المحرر "397:2" وهذه المقالة ذكرها ابن الجوزي في زاد المسير "177:3".
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست