اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 255
تعبير الرؤيا. ثم ذكر المسائل المستنبطة من هذه القصة[1].
ويقول مستنبطاً من قصة تعبير يوسف رؤيا الملك: أنه عبر البقر السمان بالسنين المخصبة، والبقر العجاف بالسنين المجدبة، وأكلها السمان كون غلة السنين المخصبة يأكلها الناس في السنين المجدبة، وكذلك السنابل الخضر واليابسات، قيل: إنه رأى سبع سنابل خضر قد انعقد حبها، وسبعاً أخر يابسات، قد استحصدت، فالتوت اليابسات على الخضر حتى غلبن عليهن[2]. ويقول عند قول الله تعالى: {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} إلى قوله: {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ} [3] قيل: لما أطمأن يوسف في ملكه ومضت السنون المخصبة، ودخلت السنون المجدبة، وأصاب الشام من القحط ما أصاب غيرهم، فأرسل يعقوب بنيه إلى مصر وأمسك بنيامين عنده، فلما دخلوا عليه عرفهم. قيل: كان بين دخولهم عليه وإلقائه في الجب "أربعون سنة" فلذلك لم يعرفوه فقال: أخبروني ما أمركم؟ فقالوا: نحن قوم من أرض كنعان، جئنا نمتار طعاماً. قال: كم أنتم؟ قالوا: عشرة قال: أخبروني خبركم. قالوا: إنا إخوة، بنو رجل صديق، وإنا كنا اثني عشر، فذهب أخ لنا معنا في البرية فهلك فيها، وكان أحب إلى أبينا منا، فقال: فإلى من يسكن أبوكم بعده؟ قالوا: أخ لنا أصغر منه فذلك قوله {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ} ... إلى آخره[4].
وهكذا يتبين ما أشرت إليه من منهجه في ذكر القصص القرآني.
"وبالله التوفيق" [1] انظر مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "142، 143" وانظر قسم التحقيق ص "323" وما بعدها. [2] المرجع السابق ص "151" وقسم التحقيق ص "341". [3] سورة يوسف: الآيات "58- 61". [4] انظر مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "158، 159".
وتخريج هذه القصة في موضعه من قسم التحقيق ص "357".
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 255