اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 248
وأما التوجيه الأول فيظهر لي أنه مع إمكانه فيه نظر وذلك أن الشيخ علق الحكم على التفسير لا على المفسر. والله أعلم.
إذا ثبت هذا فإن أخذ الشيخ من الأخبار الإسرائيلية هو في نطاق ضيق، وفى حدود ما أذن به، إذ أن الإسهاب في ذكر القصص الإسرائيلي لا يخدم منهج الشيخ، ولا يلائمة، لما علم من أن غرض الشيخ هو النص على الفائدة، ولما علم من ميزة كل من القصة القرآنية، والقصة الإسرائيلية.
فانظر إلى مقاله عند بداية الحديث عن قصة أصحاب الكهف عند قول الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً} [1] حيث يقول[2]: يعنى أن قصتهم مع كونها عجيبة، فيها مسائل جليلة، أعظمها الدلالة على التوحيد، وبطلان الشرك، والدلالة على نبوته "صلى الله عليه وسلم" ومن قبله، والدلالة على اليوم الآخر، ففي الآيات المشاهدة من خلق السماوات والأرض، وغير ذلك مما هو أعجب، وأدل على المراد من قصتهم، مع إعراضهم عن ذلك، فأما دلالتها على التوحيد وبطلان الشرك فظاهر، وأما دلالتها على النبوات فكذلك كما جعلها أحبار يهود آية لنبوته، وأما دلالتها على اليوم الآخر فمن طول لبثهم لم يتغيروا كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا} [3].
وهكذا عندما تعرض الشيخ للاستنباط مما ذكر من أحداث هذه القصة، حسبما ورد في كتاب الله تعالى ركز على الفوائد والعبر الواردة فيها، واستفاد من أحداثهما في النصح والتوجيه، دون التعرض لتفصيلات القصة وجزئياتها مما لم يذكر في شرعنا.
فمن ذلك قوله عند قول الله تعالى: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} الآية[4] فيه مسائل:
الأولى: كونهم فعلوا ذلك عند الفتنة وهذا هو الصواب عند وقوع الفتن الفرار منها. [1] سورة الكهف: آية "9". [2] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "241، 242". [3] سورة الكهف: آية "21". [4] سورة الكهف: آية "10".
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 248