اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 200
فقد استنبط الشيخ من أوائل سورة المدثر نبراساً نيراً للدعاة، إذ هي توجيهات ربانية لإمام الدعاة "صلى الله عليه وسلم" تجب العناية بها والاهتمام.
كما يستنبط من إجابة يوسف "عليه السلام" للسائلين المسجونين معه دروساً نافعة للعلماء والدعاة منها:-
1- أنه ينبغي للعالم إذا سأله العامي عما لا يحتاج إليه أو سأله عما غيره أهم منه أن يفتح له باباً إلى المهم.
قلت وهذا مأخوذ من بيان يوسف "عليه السلام" وحدانية الله، وبطلان ما سواه قبل البدء في تفسير رؤياهما لأنهما في هذه الحال مصغيان إليه غاية الإصغاء مهتمان بما يقول لما قد يكون له من علاقة بالجواب.
2- أنك لا تحقر عن التعليم من تظنه أبعد الناس عنه، ولا تستبعد فضل الله، فإن الرجلين من خدام الملوك الكفرة، بخلاف من يقول: ليس هذا بأهل للعلم بل تعليمه إضاعة للعلم.
3- أنه أجاب السائل بأكثر مما سأله عنه خلافاً لمن جعل هذا من عدم الأدب[1].
ويستنبط الشيخ من قوله في قصة يوسف: {إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [2] أنه لا ينبغي للإنسان أن يسأل عن مسائل العلم إلا من رآه يحسن ذلك[3].
فهذا توجيه للعوام والمستفتين بأن يسألوا أهل الذكر حقيقة كما أمر الله تعالى بقوله: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [4]. [1] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "147، 148". [2] سورة يوسف: آية "36". [3] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "143". [4] سورة الأنبياء: آية "7".
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 200