responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد    الجزء : 1  صفحة : 164
وأما الشكر فإنه لا يكون إلا على الإنعام، فهو أخص من الحمد من هذا الوجه، لكنه يكون بالقلب واليد واللسان، ولهذا قال تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً} [1] والحمد إنما يكون بالقلب واللسان، فمن هذا الوجه الشكر أعم من جهة أنواعه، والحمد أعم من جهة أسبابه.
والألف واللام في قوله "الحمد" للاستغراق، آي جميع أنواع الحمد لله لا لغيره، فأما الذي لا صنع للخلق فيه مثل خلق الإنسان، وخلق السمع والبصر والسماء والأرض والأرزاق وغير ذلك فواضح، وأما ما يحمد عليه المخلوق مثل ما يثني به على الصالحين، والأنبياء، والمرسلين، وعلى من فعل معروفا، خصوصا إن أسداه إليك، فهذا كله لله أيضاً بمعنى أنه خلق ذلك الفاعل، وأعطاه ما فعل به ذلك، وحببه إليه، وقواه عليه، وغير ذلك من إفضال الله الذي لو يختل بعضها لم يحمد ذلك المحمود فصار الحمد لله كله بهذا الاعتبار[2].
فقد أوضح الشيخ أولا معنى كل من الحمد والشكر والعلاقة بينهما وفصل القول في ذلك تفصيلا وافيا بالغرض وذكر أنواع الحامد ودخولها في {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} . ثم بين أنها لله وحده، ووجه ذلك.
وخلال تفسير الشيخ لسورة الفاتحة يذكر بضرورة حضور الذهن عند قراءتها وذلك لما تثمره في قلب صاحبها من كمال العبودية لله تعالى، إذا قرأها بتدبر لمعانيها، وما تتضمنه من الدعاء فإنه لا يستجاب الدعاء من قلب غافل.
يقول الشيخ: فإذا علم العبد أنها- أي الفاتحة- نصفان: نصف لله، وهو أولها، إلى قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ونصف للعبد، دعاء يدعو به لنفسه وتأمل أن الذي علمه هذا هو الله تعالى، وأمره أن يدعو به، ويكرره في كل ركعة، وأنه سبحانه من فضله وكرمه ضمن إجابة هذا الدعاء إذا دعاه

[1] سورة سبأ: آية "13".
[2] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "10،11".
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست