اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 161
ثانيا: اهتمامه بتوحيد القصد والطلب وهو توحيد الإلهية والعبادة.
وقد ركز عليه في تفسيره كثيرا مستنبطاً إياه من الآيات ومقررا له.
فعند قول الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يوضح الشيخ معنى الإله وأنه المعبود فيقول: إذا عرفت أن معنى الله هو الإله، وعرفت أن الإله هو المعبود، ثم دعوت الله أو ذبحت له أو نذرت له فقد زعمت أنه هو الله، فمن عرف أنه قد جعل "شمسان" أو "تاجا" [1]. برهة من عمره هو الله عرف ما عرفت بنو إسرائيل لما عبدوا العجل، فلما تبين لهم ارتاعوا، وقالوا ما ذكر الله عنهم: {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [2].
فقد بين هنا معنى الإله وشيئاً من كيفية تحقيق العبودية لله تعالى. كما بين ضروبا من الشرك في العبودية تحذيرا منها وحماية لجناب، التوحيد. وعند قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} يوضح أن العبودية كمال المحبة، وكمال الخضوع والخوف والذل، فيقول: وأما قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} .
فالعبادة كمال المحبة، وكمال الخضوع، والخوف والذل، وقدم المفعول وهو إياك وكرر للاهتمام والحصر، أي لا نعبد إلا إياك، ولا نتوكل إلا عليك وهذا هو كمال الطاعة، والدين كله يرجع، إلى هذين المعنيين، فالأول: التبرؤ من الشرك والثاني: التبرؤ من الحول والقوة فقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} أي، إياك نوحد ومعناه أنك تعاهد ربك أن لا تشرك به في عبادته أحدا ل املكا مقربا ولا نبيا ولا غيرهما كما قال للصحابة، {وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [3] فتأمل هذه الآية واعرف ما ذكرت لك في الربوبية أنها التي نسبت إلى "تاج ومحمد بن شمسان". فإذا كان الصحابة لو يفعلونها مع الرسل كفروا [1] انظر ما تقدم ص "140" هامش "2". [2] سورة الأعراف: آية "149" وانظر مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص"12". [3] سورة آل عمران: آية "80".
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 161