اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 144
بل يذكر الإنسان ما فيه من الفضائل عند الحاجة إذا لم يقصد التزكية كما ورد عن جماعة من الصحابة[1].
وكذا قوله عند قول، الله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [2] حيث قال:- تسمية الله سبحانه ذلك رحمة في قوله: {نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ} وهذه من أشكل المسائل على أكثر الناس، بعضهم يظن أن هذا كله نقص أو مذموم، وأن التجرد من المال مطلقا هو الصواب، وبعض يظن أن عطاء الدنيا يدل على رضا الله، وكلاهما على غير الصواب. وذلك أن من أنعم الله عليه بولاية أو مال فجعلها طريقا إلى طاعة الله فهو ممدوح وهو أحد الرجلين اللذين يغبطهما المؤمن، وإن كان غير هذا فلا[3].
كما استنبط من قوله تعالى حكاية عن يوسف: {أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} [4].
إن هذا ليس من تزكية النفس المذموم.
وان هذا ليس من المن والأذى المذموم[5].
واستنبط مما حكاه الله عن يعقوب من قوله: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} [6] إن الكلام إذا لم يكن فيه جزع لم يناف الشكوى[7].
وقال عند قوله تعالى حكاية عن يعقوب أيضاً: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [8]. [1] المرجع السابق بصحيفته. [2] سورة يوسف: آية "56". [3] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "157" وانظر قسم التحقيق ص "355". [4] سورة يوسف: آية "59". [5] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "159"، "160". وانظر قسم التحقيق ص "359". [6] سورة يوسف: آية "84". [7] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "169" وانظر قسم التحقيق ص "378". [8] سورة يوسف: آية "86".
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 144